لايزال الإبعاد إلى قطاع غزة يفسد فرحة الأسير المحرر حمزة النايف الذى قضى 26 عاما خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلى ، وذلك على خلفية مقتل مستوطن إسرائيلى بسلاح أبيض فى العام 1986. ويعتبر النايف (46 عاما) - الذى اعتقل وعمره 19 عاما والذى حكم عليه بالمؤبد (أى السجن مدى الحياة) - قطاع غزة بمثابة سجن ثان ولكن مساحته أوسع. وقال الأسير المبعد إلى غزة - فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - "لقد أفسد الإبعاد فرحتى بالتحرر وجعله منقوصا حيث إننى مازالت أشعر بالغربة ، إننى أحب أهل غزة ، فهم يتصفون بالطيبة وقدموا لنا كل شىء واحتضنونا ، غير أن الارتباط بالأرض وبالأهل ، وخاصة أمى لا أستطيع أن أعبر عنه بكلمات ، فحنيني إلى أهلى وذكرياتى كبير". وأعرب النايف - الذى يزور القاهرة حاليا - عن أمله فى أن يعود إلى موطنه جنين ، أقصى شمال الضفة الغربية ، قريبا .. مشيرا إلى أن قرار الإبعاد الذى شمله إلى جانب 17 أسيرا محررا ضمن صفقة شاليط كان محددا بعام واحد فقط ينتهى فى 18 أكتوبر 2012 غير أنه لم ينفذ حتى الآن. وقال "إن فرحتى كانت لا توصف عند إدراج اسمى فى صفقة شاليط خاصة وأننى كنت محكوما بمؤبد ، إلا أن الإبعاد غير مقبول بالنسبة لي ، وأسعى بكل جهدي لأن يتم الالتزام باتفاق العودة للضفة بعد عام". وروى النايف ، الذى ينتمى إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، معاناته خلال سنوات الأسر قائلا "توفى والدى بعد دخولى السجن بستة أعوام ولم أتمكن من رؤيته أو سماع صوته ولو لمرة واحدة ..وعندما علمت بوفاته شعرت بالصدمة والحزن الشديدين". وتابع "أمي وإخوتي كانوا يزورنني في السجن ، وكان يؤلمني جدا أثناء الزيارة أننى لا أستطيع أن أقبلها أو أقبل يدها ، فكانت هناك الكثير من المضايقات من قبل إدارة السجون الإسرائيلية للتنغيص علينا أثناء الزيارات". وقال الأسير المحرر حمزة النايف "عندما أبعدت إلى غزة زارتني أمي ، كان شعورا قاسيا جدا ولم أتمالك نفسى ، حيث هرعت إلى تقبيل يديها ورجليها ، ورغم سعادتي برؤيتها إلا أنني حزنت حزنا كبيرا عندما شاهدتها ، لأنني عندما اعتقلت كان عمرها آنذاك 48 عاما ، وعندما خرجت باتت كبيرة فى السن (75 عاما) ومريضة". وأضاف النايف "لقد كبدتها رحلة غزة الكثير من التعب والقلق والإرهاق .. وكان من الصعب علي أن آراها تقطع مسافات كبيرة لكي تصل إلى غزة رغم أن المسافة تبلغ 50 كم من معبر إيريز". وتطرق للحديث عن حياته الاجتماعية ، قائلا "لقد تزوجت من فتاة من جنين اختارها أهلي لي بعد خروجي من السجن وإبعادي إلى غزة ، حيث تواصلنا عبر شبكة الإنترنت ومن خلال الاتصالات الخلوية ، ثم تمت الخطبة ، والتقينا ولأول مرة فى بلغاريا يوم الزفاف". وتابع "قضينا شهرين في بلغاريا ، ثم جئنا إلى القاهرة منذ شهر ونصف الشهر، حيث إننى سأعود إلى غزة بعد أسبوع ، فيما ستعود زوجتي إلى الضفة الغربية". وحول كيفية قضائه ال26 عاما فى سجون الاحتلال..قال النايف "حاولت أن أستكمل دراستي خاصة وأنني كنت طالبا فى كلية الآداب بجامعة بيرزيت ، غير أن إدارة السجن كانت تضع المعيقات ، ورغم ذلك كنت أقضي وقتي ما بين القراءة وممارسة الرياضة إضافة إلى التفاعل الاجتماعي مع الأسرى الآخرين ، فضلا عن الخوض فى الاضرابات والنضالات". وأضاف "كنا نستيقظ يوميا فى الساعة السادسة صباحا للتفتيش ، ثم نمارس الرياضة فى السادسة والنصف ثم نتناول الإفطار ما بين 8 و9"..لافتا إلى أن ممارسة الرياضة ومشاهدة التلفزيون وقراءة الصحف جاء بعد سنوات من النضال والإضرابات.