"من تأنّى نال ما تمنى".. مثل قديم يمكنك استخدامه على أى شىء، تنتظر وتترقب الفرصة المناسبة للحصول عليه. وبالنسبة للمرأة؛ فقد طال انتظارها وبذلت الجهد لتغيير الصورة التى رسمها لها الرجل، والتى يمكنك اختصارها فى أنها، ثرثارة ، مبذرة، نكدية، لحوحة. لكن.. وبقليل من التأنى توصل "بيت العز" إلى أنه وتحت تأثير الضغوط الاجتماعية والاقتصادية وصخب التكنولوجيا، ثبت أن هذه الصفات الأربع كُن للنساء وأصبحن اليوم فى الرجال!!. يقول الدكتور نبيل الزهار، أستاذ علم النفس، إن الثرثرة لم تعد تقتصر على السيدات، لنجد أن أكبر مشكلة تقابل أصحاب العمل هى ثرثرة الموظفين الرجال، ربما أكثر من النساء، ويعود ذلك للضغوط النفسية التى يعانى منها الرجل؛ خاصة من جانب مدير العمل والزملاء، والتى جعلته لا يستطيع التركيز فى عمله بدون الدخول فى أحاديث جانبية عمن أذاه ومن يكيد له وكيف سيتصدى له. بعكس بعض السيدات.. نجدها تريد إنجاز عملها لتنفى عن نفسها فكرة أنها ثرثارة ومصدر إزعاج، ولتتم عملها الذى خرجت من منزلها لتحقق ذاتها من خلاله، ولتساعد زوجها فى المعيشة، أو تساعد أسرتها فى تجهيزها إذا ماكانت لا تزال غير متزوجة. أما "التبذير" فلم يعد بالمرة قاصرا على السيدات، مع هذا الكم من عشق المظاهر بين الشباب وتقليد النموذج التركى والسورى واللبنانى، ناهينا عن الانسياق خلف التكنولوجيا، لنجد أن الشاب لا يتعدى عمره ال "عشر سنوات" ويريد شراء أحدث موبايل تاتش، وتاب، لتجد أن أغلب مرتادى محال التسوق من الشباب بمختلف مراحلهم العمرية، مطالبين الآباء بزيادة المصروف. ونجد الرجال يقتطعون جزءا كبيرا من الدخل الشهرى لينفقوه عند الخروج مع أصدقائهم، وإذا تفوهت الزوجة كان الرد أنها لا تتحمل حديثه عن مشكلات العمل. ويشير "الزهار" أن صفة "الإلحاح" مرتبطة جدا بالتبذير، خاصة لدى الشباب، فنجده يلح على والدته ووالده بزيادة المصروف، وبعدهما يأتى دور الأخت. كما أن سرعة الحياة أفقدتهم أى نوع من أنواع الصبر، لنجد طموحهم ورغباتهم تفوق إمكاناتهم، وبالتالى يلحون على كل شىء. أما "النكدية" فنجد أن هذه أبرز صفة فى رجال اليوم، خاصة مع ارتفاع الأسعار، واضطراره للبحث عن أكثر من وظيفة لتلبية احتياجات المنزل، وشعوره الدائم بأنه يدور فى حلقة مفرغة ويصعب عليه أخذ يوم راحة، ليصبح شديد العتاب والتعليق على "الصغيرة قبل الكبيرة". لنجد الرجل بعد أن يخرج مع أصدقائه وينفق المال مستمتعا، يعود للمنزل بوجه مغاير تماما؛ وكأنه يشعر بالذنب.. ولسان حاله يقول "أبنائى أولى بالمال، لكن هل خُلقت لأكون دائم التضحية، وحتى حق الترفيه عن نفسى أُلام عليه، وبالتالى تجده لا يتحمل مجرد أن يسأله أحد "أين كُنت؟".