قال الشيخ أحمد الصباغ من علماء الأزهر الشريف، إن رحلة الإسراء والمعراج هي معجزة من معجزات الرسول صلي الله عليه وسلم وهى من ضمن الإيمان بالغيب، فهناك اشياء نؤمن بها ولا يحس بها أحد. وأضاف خلال لقائه ببرنامج "أسأل مع دعاء"، تقديم الإعلامية دعاء فاروق المذاع على فضائية "النهار"، أن الله أعطى الرسول صلي الله عليه وسلم هدية وتحية فالهدية كانت الإسراء والمعراج، والتحية كانت عبارة عن ماء ولبن، فالرسول أختار اللبن لأنه فطرة الله التى فطر الناس عليه. هدية وأوضح أن الهدية التى عاد بها النبي صلي الله عليه وسلم من السماء للأرض كانت هي الصلاة، مشيرا إلى أن الصلاة فرضت فى رحلة الإسراء والمعراج بدون وسيط، بين الرسول صلي الله عليه وسلم وربه، فكافة اركان الإسلام كانت تفرض على الرسول من السماء وكان ينزل بها سيدنا جبريل، ما عدا الصلاة. وأكد أن ابو جهل كان يقابل الرسول صلي الله عليه وسلم يوميا ليسأله هل نزل عليك من شئ اليوم يا محمد، فكان يقول له الرسول ما نزل عليه من الوحي، وفى يوم الأسراء والمعراج، أخبر الرسول أبوجهل بانه لم ينزل شيئا ولكنه ذهب إلى المسجد الأقصي، فأبدي الأخير أستغرابه من حديث الرسول، فقال له أرأيت أن جمعت لك الناس لتخبرها بذلك، فقال الرسول له نعم. معجزة وتابع: "أخبر الرسول بما حدث معه فى ليلة الإسراء والمعراج، فسأله أبوجهل: صف لنا المسجد الأقصي، فالرسول رد: أصبت بهم لم أصب به من قبل، فجل الله للرسول المسجد الأقصي على كف جبريل لا يراه إلا هو، وظل الرسول يشرح فى وصف المسجد الأقصي". واستشهد بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم: "الصلاة هي معراج المؤمن". وكان علماء الأزهر وشيوخ التصوف احتفلوا بذكرى الإسراء والمعراج وذكرى ميلاد السيدة زينب رضي الله عنها بالتذكير بفضائل النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وإلقاء أبيات الشعر، وقراءة كتاب الابتهاج في أحاديث المعراج. ومن جانبه أكد الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، المشرف على البيت المحمدي، أن الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى إشارة إلى سير المريد في مراتب مقام الإسلام، والمعراج من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى إشارة إلى ترقي المريد في مدارج مقام الإيمان، والترقي من سدرة المنتهى إلى حضرة الحق جل وعلا، فناء المريد في مقام الإحسان. وأشار الشيخ محمد عبد الباعث الكتاني محدث الإسكندرية إلى أن الله عز وجل جعل أيام الإسلام حافلة بذكريات طواها التاريخ ولا تزال متجددة في أذهان الأمة، ومن نعم الله تعالى علينا أن جعلنا نحب النبي صلى الله عليه وسلم ونتذكر سيرته العطرة دون أن نراه.
