فى 11 يناير من عام 1990 توفى الأديب العالمى والكاتب السياسى "إحسان عبد القدوس".. كان إحسان رائدا لمدرسة صحفية نموذجية فى الديمقراطية والتعددية الفكرية، واشتهر بحملاته الصحفية اللاذعة التى أثار بها قضايا بالغة الخطورة، ومن بينها قضية "الأسلحة الفاسدة" أثناء حرب فلسطين عام 1948. وقد عمل "إحسان" بالصحافة منذ عام 1943، وتعرض للاعتقال قبل سنة 1952، وبعدها بسبب مواقفه الفكرية التى اتسمت بالصراحة والحدة. أما عن تاريخه الأدبى، فقد بدأ الكتابة منذ أن كان بالعاشرة من عمره، حيث كتب القصة والشعر والزجل، وكان واحدا من أصحاب الأساليب المميزة فى كتابة المقال والرواية والقصة القصيرة، وظل طوال حياته العملية من أكثر الكتاب جسارة وصراحة، فيما يتناوله من قضايا فى كتاباته السياسية وأعماله الروائية، وهذا ما جعله يواجه العواصف ويجابه الخطر، لكنه لم يتراجع قط عن مواقفه. ولد "إحسان عبد القدوس" أول يناير عام 1919، بالقاهرة وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1942، وعمل رئيسا لتحرير "روز اليوسف" منذ عام 1945 حتى عام 1964، وتولى رئاسة تحرير" أخبار اليوم" من عان 1966 حتى عام 1974، ثم تم اختياره رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1975 حتى عام 1976، ثم عين كاتبا متفرغا ومستشارا لها منذ عام 1976 وحتى وفاته. يعتبر "إحسان عبد القدوس" من أكثر الكتاب الذين انتقلت أعمالهم الأدبية إلى سينمائية، وقد حققت الأفلام المأخوذة عن رواياته شعبية كبيرة، وبرغم أن "لإحسان" قرابة "60" عملا بين القصة القصيرة والرواية والكتابات السياسية، فإن كتاباته السياسية لا تقل أهمية عن كتاباته الأدبية، بل يمكن اعتباره كاتبا سياسيا فى المقام الأول، وتوفى "عبد القدوس" عن "71" عاما فى الحادى عشر من يناير عام 1990.