لم يجد الإخوان المسلمون بدا من محاولة تشتيت الرأي العام في مصر، وإغراقها في الفتن الطائفية، لنزع فتيل الاقتتال الداخلي بين معارضيها من كافة التيارات، لاسيما بعد رفض حزب النور السلفي مشاركة الإخوان في مليونية نبذ العنف التي دعت إلى تأييد الرئيس محمد مرسي، ففتشت الجماعة في دولابها فلم تجد إلا ملف الفتنة الطائفية، لكن هذه المرة لم تكن بين المسلمين والمسيحيين، كما حدث في شبرا أول أمس، لكنها كانت بين أبناء الدين الواحد «سنة وشيعة» انتقاما من الطرفين. المعلومات التي حصلت عليها «فيتو» تؤكد أن قياديا بجماعة الإخوان المسلمين في الجيزة زار قرية أبومسلم بمركز أبو النمرس وأعطي الضوء الأخضر للتخلص من القيادي الشيعي الشيخ حسن شحاتة، وبفعل هذه التحريضات قام آلاف السلفيين بالمنطقة بالاتفاق على إحراق منزل للشيعة بالقرية يتواجد به «شحاتة»، وكان القيادي الإخواني قد قال إن القيادي الشيعي أحضر بعض السيدات لإقامة حفلات جنس جماعية وعرى في المنزل، وهو ما أشعل فتيل الأزمة وكان سببا مباشرا في عزم أهالي القرية المنتمين للتيار السلفي الفتك به، بالإضافة إلى الاتهامات الموجهة إلى شحاتة بسب الصحابة واتهام السيدة عائشة زوجة الرسول «صلي الله عليه وسلم» بالزنا. كما تسببت أحداث هذه الفتنة في تأجيج حدة الغضب الشعبي ضد المصريين في العراق وسوريا، من بطش الشيعة، انتقاما من السلفيين بمصر، وكذلك في الكويت والبحرين، التي يتواجد بها آلاف المصريين المهددين بقطع أرزاقهم وترحيلهم إلى مصر، بالإضافة إلى التهديد بقتلهم وحرقهم مثلما فعل سلفيو مصر مع الشيعة في زاوية أبو مسلم. وكانت أولي ردود الأفعال في البلدان الشيعية هو دعوة العراقيين الشيعة إلى تنظيم مليونية بمنطقة «جامع النداء» بالعاصمة بغداد، تنديدًا بما وصفوه بالمجزرة التي تمت بقرية زاوية أبو مسلم بالجيزة ، والتي أسفرت عن مقتل القيادى الشيعى حسن شحاتة وثلاثة آخرين، وطالب أحد الشيعة العراقيين الحكومة العراقية بقطع العلاقات مع مصر وسحب السفير العراقى، كما طالبوا بعدم منح مصر 4 ملايين برميل بترول خام التي ستضخها العراق لمصر -حسب الاتفاق الذي تم بينهما منذ ثلاثة أشهر- وهو ما يهدد بانقطاع الكهرباء عن مصر الأيام القادمة، لاسيما بعد أن عولت الحكومة كثيرا على هذه الصفقة. كما تسببت الأحداث في تفكير إيران عدم إرسال سائحين إلى مصر، خوفا من بطش المصريين، وسط تنبؤات بتراجع العلاقات المصرية الإيرانية إلى أدني مستوياتها، كما أن هناك خطرا على المصريين في سوريا، لاسيما مع استمرار الاقتتال بين جيش بشار والمعارضة، وكانت معلومات أكدت أن النظام السوري يعتزم الانتقام من المصريين. والشيخ حسن بن محمد بن شحاتة بن موسى العناني، ولد في 10 نوفمبر 1946، في بلدة هربيط التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، في أسرة متوسطة الحال، حنفية المذهب؛ وأعلن تشيعه عام 1996 واعتقل لمدة ثلاثة أشهر بتهمة «ازدراء الأديان»، وتعرض للاعتقال مرة أخرى عام 2009 مع أكثر من ثلاثمائة شيعي ثم أُفرِجَ عنه، وقد تخرج «شحاتة» في معهد القراءات وحصل على ماجستير في علوم القرآن، وقد تحول حسن شحاتة من الشافعية السنية إلى الشيعة الحسينية. وبعد التأكد من مقتل القيادي الشيعي حسن شحاتة انطلقت الأفراح بين الآلاف من السلفيين في منطقة «أبو مسلم»، وانتقلت إلى شاشات الفضائيات الإسلامية، التي أظهرت فرحها وشماتتها بقتل شحاتة، متناسين أن ذلك يشعل نار الفتنة الطائفية في مصر ويعرض المصريين في البلدان العربية التي يوجد بها الشيعة بكثرة إلى خطر الموت، فقال الشيخ خالد عبد الله بقناة «الناس»: إن حسن شحاتة كان يسب الصحابة، واتهمه بالماجن الفاسق الحاقد، وقال أحد شيوخ السلفيين في اتصال هاتفي معه: إن هذا «الكلب» يقصد شحاتة – على حد قوله – الذي سب الصحابة واتهم السيدة عائشة بالزنا قد قتل. بعدها كتب الداعية الإسلامي، وجدي غنيم، على موقع التواصل «تويتر»: «الله أكبر.. الإخوة في مصر قتلوا رأس الكفر الشيعى حسن شحاتة في الهرم مع رفاقه المجرمين، إلى جهنم وبئس المصير بإذن الله»، وقال السلفي محمد صابر: «هلاك الزنديق الشيعي حسن شحاتة الذي طالما قام بسب الصحابة وأمهات المؤمنين، فتحية لأهل زاوية أبو مسلم بالجيزة، بمصر، الذين طهروها منه وعقبال الباقي»..