في ظل تصاعد الخلافات بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين منذ بدء تفشي فيروس كورونا المستجد من مدينة ووهان الصينية و اتهام الرئيس دونالد ترامب بكين بالتورط في انتشار الفيروس بمختلف انحاء العالم بعد إخفاء المعلومات ونشر بيانات خاطئة حول الوباء. كما أتخذ الرئيس الأمريكي عددا من العقوبات الاقتصادية تجاه الحزب الشيوعي الصيني وبعض المسئولين والشركات، لتهدد الصين هي الآخري بالرد علي مثل هذه الإجراءات ما يثير المخاوق حول حقيقة بدء اندلاع الحرب الباردة بين البلدان. وبدأت العديد من التقارير الإعلامية المختلفة بالتحدث في الآونة الأخيرة حول اعتزام السلطات الصينية الاستغناء عن عملة الدولار الأمريكي، ما قد يمثل ضربة موجعة للولايات المتحدة والاقتصاد الأمريكي. الذهب ومن جانبه، أشار موقع «إكسبرت» الاقتصادي، في تقريرا له إلي تسريع شركات تعدين الذهب الصينية من وتيرة نشاطها في استخراج الذهب والاستحواذ على شركات تعمل في هذا القطاع حول العالم، لافتا إلى أن ذلك يأتي في سياق تحضيرات بكين للاستغناء عن الدولار الأمريكي. ورصد التقرير أحدث الصفقات الصينية في هذا المجال، مشيرا إلى أن شركة "Zijin Mining Group" الصينية اشترت أوائل يونيو مؤسسة "Guyana Goldfields"، المنتجة للذهب متوسط المستوى في دولة غويانا، بأمريكا الجنوبية، مقابل 323 مليون دولار كندي. وأنتجت الشركة اللاتينية العام الماضي حوالي 150 ألف أوقية من الذهب، لتصر الصين علي الاستحواذ عبيهم بالرغم من ارتفاع سعرها بنسبة 35 % جراء المنافسة الشديدة عليها. كما استحوذت الشركة الصينية ذاتها في مارس الماضي على شركة التعدين "Continental Gold Inc"، التي تملك حقوق التعدين في "بوريتيكا"، أحد أكبر مشاريع إنتاج الذهب عالي الجودة في العالم، باحتياطي يقدر بنحو 3.7 مليون أونصة، ودفعت الشركة الصينية في هذه الصفقة نحو 1.3 مليار دولار كندي. وبحسب ما نشر موقع «إكسبرت» فأن الصين أصبحت بعد تلك الصفقات أكبر منتج للمعدن الأصفر في العالم، مشيرا إلى أن هذا السلوك يدل على أن بكين تقوم بتخزين الذهب لأغراض استراتيجية. نظام مالي جديد وذكر الموقع أن الصين دأبت على إرسال إشارات للعالم تفيد بأن هيمنة الدولار الأمريكي يجب أن تنتنهي، إذ قال نائب رئيس لجنة تنظيم الأوراق الماليةالصينية "فانج هاي شينج"، إن اعتماد البلاد على النظام المالي الدولي القائم على الدولار الأمريكي يجعلها عرضة للخطر. ورجح التقرير أن تكون لدى الصين خطط لتغيير النظام المالي العالمي إلى آخر يرتكز على معيار الذهب، ما سيسمح بتنفيذ الهدف الجيوسياسي الرئيسي لها والمتمثل في التخلص من منظومة تسوية التعاملات بالدولار. ولفت التقرير إلي أن الصين تتوقع أن يعود الذهب في المستقبل إلى مكانته كعملة احتياطية، وعلى قاعدته تحديدا سيتم بناء نظام مالي عالمي جديد.
