في زمن الكذب والخداع.. في زمن الحنث بالوعود وأغلظ الأيمان.. في زمن اخطف واجري.. في زمن العهر السياسي..في زمن الإخوان يتحول المجتمع المصري وتغزوه جرائم كانت دخيلة عليه.. جرائم الجنس وزنا المحارم.. محقق «فيتو» يرصد هذه الظاهرة.. يرصد رجل رجل دين يتخلى عن كل معانى الشرف والأخلاق وينسى تعاليم دينه الواضحة ويرتكب كبيرة الاعتداء الجنسى على الأطفال داخل المسجد بعد تحفيظهم القرآن.. و أب يتجرد من إنسانيته ويغتصب طفلته ذات الستة عشر ربيعا.. وأن يخرج سائق تاكسى بسيارته خصيصا لاصطياد النساء واغتصابهن داخلها.. في الملف التالى تفاصيل تلك الجرائم الثلاثة واعترافات المتهمين فيها، و الأسباب الحقيقية التي أدت لحدوث مثل هذه الجرائم البشعة في المجتمع المصرى المعروف بتدينه الشديد. بدأ المحقق بجريمة اغتصاب 4 أطفال صغار داخل حمام ملحق بمسجد في مدينة نصر والمتهم فيها شخص في الأربعين من عمره كان يحفظ ضحاياه القرآن بالمسجد.. الحكاية بدأت عندما استيقظ الأهالي في الحى العاشر بمدينة نصر على صوت صراخ وعويل جارتهم "صباح".. أسرعوا لاستطلاع الأمر فأكدت لهم أن ابنها "أيمن" البالغ من العمر 9 سنوات مات متأثرا بنزيف دموى.. دخل أحد الأطباء وفحص الطفل فأكد أنه على قيد الحياة ولكنه يعانى من غيبوبة بسبب النزيف.. تم نقله بسرعة إلى المستشفى وبعد أن أفاق، انخرط في بكاء مرير وأخبر والدته والجميع بأن محفَظ القرآن اعتدى عليه جنسيا أكثر من مرة داخل غرفة ملحقة بالمسجد وفى الحمامات وفعل نفس الشيء مع أطفال كثيرين غيره، وأنه هو المتسبب في إصابته بالنزيف.. وقعت الكلمات على الحاضرين كالصاعقة، وانطلقوا من فورهم إلى قسم أول مدينة نصر وحاصروه وراحوا يهتفون بضرورة القبض على "الشيخ" مغتصب أطفالهم.. وفى محضر رسمى فجر الطفل المجنى عليه مفاجآت مذهلة قائلا: " كنت أذهب مع اولاد الجيران إلى المسجد لحفظ القرآن على يد "الشيخ"، وذات يوم فوجئت به يصطحبنى إلى غرفة ملحقة بالمسجد وأجبرنى على خلع ملابسى واعتدى على عدة مرات، ثم هددنى بالضرب وفضح أمرى إذا أخبرت أحدا.. تكررت أفعاله هذه مرات ومرات، وعلمت بعد ذلك أنه يفعل نفس الشيء مع زملائى.. وذات مرة أجبرنا على خلع ملابسنا وصورنا في أوضاع غريبة وجدد تهديده لنا بإرسال الصور إلى أسرنا.. طلبت من أمى ألا أذهب لحفظ القرآن عنده، غير أنها رفضت واضطررت للاستمرار معه.. في المرة الأخيرة كرر اعتداءه علىَ أكثر من مرة إلى أن أصبت بإعياء شديد، وعدت إلى المنزل غير قادر على الحركة وغرقت في النوم، وعندما استيقظت وجدت نفسى في المستشفى".. أما والدة الطفل فقد أصيبت بالذهول من كلمات نجلها، وأكدت أنه بالفعل كان يخاف من "الشيخ" ويرفض الذهاب إلى المسجد لحفظ القرآن، وكانت هي تجبره على الذهاب دون أن تعلم ما يحدث له هو وزملائه. انتقل المحقق إلى المقدم علاء بشندى رئيس مباحث قسم أول مدينة نصر وسأله عن المزيد من التفاصيل فأجاب: " بعد أن تجمهر الأهالي أمام القسم وتقديمهم لأربعة بلاغات مماثلة لبلاغ الطفل أيمن، بدأنا في البحث والتحرى عن المتهم وعلمنا أنه في طريقه للهرب إلى بلدته في الفيوم.. تحركت قوة على الفور واستطاعت أن تلقى القبض عليه في موقف سيارات الأجرة.. وبصعوبة بالغة تم إدخاله إلى القسم بسبب تجمهر أهالي الأطفال المجنى عليهم ومحاولاتهم للفتك به.. في التحقيقات أنكر تماما صلته بتلك الجرائم البشعة، وقال: "جئت من الفيوم بعد أن انفصلت عن زوجتى بحثا عن عمل، وبدأت في تحفيظ الأطفال في المنطقة القرآن الكريم، والجميع يعرفنى ويقدرنى ويحترمنى، ومن غير المعقول أن أقدم على مثل هذه الجريمة النكراء".. وأضاف المتهم في أقواله بمحضر الشرطة: " هذه التهمة باطلة وملفقة من أعداء الدين، والغرض منها هو الإساءة للإسلام نفسه وتشويه صورة "الشيوخ"، وفى اليوم التالى تمت إحالة المتهم إلى النيابة العامة لتستكمل التحقيقات معه. لم يكتف المحقق بهذه التفاصيل وراح يبحث عن المزيد من المعلومات، فانتقل إلى نيابة مدينة نصر وطلب مقابلة المتهم والاستماع منه إلى تفاصيل الحادث ورده على الاتهامات الموجهة إليه، وهناك علم أنه تم ترحيله إلى سجن طرة خوفا من اعتداء الأهالي عليه، وأيضا نظرا لإخلاء حجز الأقسام من المساجين تحسبا لأحداث 30 يونيو.. وبعد عدة محاولات استطاع المحقق أن يحصل على جزء من نص التحقيقات مع المتهم وجاء فيها: س: اسمك وسنك وصناعتك؟ ج: ياسر – 40 سنة – محفظ قرآن س: ما قولك فيما نسب إليك من أنك متهم بالاعتداء على 4 أطفال؟ ج: محصلش س: ما قولك في أنك متهم بارتكاب هذه الأفعال داخل المسجد؟ ج: محصلش س: ماذا حدث إذن؟ ج: الأطفال كانوا يحضرون إلى المسجد بعد صلاة العصر لأحفظهم القرآن، وينصرفون في هدوء، ولم يحدث مطلقا أننى اعتديت على أي منهم أو تحرشت به. س: ولكن الأطفال أكدوا أنك اعتديت عليهم وهددتهم بوضعهم في نعش الموتى؟ ج: محصلش س: إذن كيف تفسر هذا الاتهام؟ ج: معرفش وبعد انتهاء التحقيقات مع المتهم قرر عمرو شعبان وكيل أول نيابة مدينة نصر حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق، جددها قاضى المعارضات 15 يوما.