فقدت مصر ما يقدر بنحو 20.3 مليار جنيه مصري (ما يعادل 3.7 مليارات دولار أمريكي) أي ما يقدر بنحو 1.9 % من الناتج المحلي الإجمالي بسبب إصابة الأطفال بنقص التغذية، وفقا للدراسة التي أعدها برنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، ومفوضية الاتحاد الأفريقي، ولجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لأفريقيا. وقدم كل من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ووزارتي الصحة، والتربية والتعليم في مصر البيانات الضرورية لإجراء هذه الدراسة. وأوضحت الدراسة التي جاءت تحت عنوان تكلفة الجوع في أفريقيا: الآثار الاجتماعية والاقتصادية لنقص تغذية الأطفال في مصر، الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد المصري بسبب إصابة الأطفال بنقص التغذية، خاصة الآثار المتعلقة بالتقزم أو سوء التغذية المزمن. وأكدت الدراسة أن مصر تتكبد خسائر مالية كبيرة سنويا نتيجة نقص التغذية لدى الأطفال بسبب تزايد تكاليف الرعاية الصحية، بالإضافة إلى الأعباء الإضافية التي تثقل كاهل المنظومة التعليمية وانخفاض معدل الإنتاجية. وقدرت الدراسة، استنادًا إلى البيانات الصادرة عام 2009، باعتبارها أحدث مجموعة كاملة من البيانات اللازمة لإجراء هذه الدراسة، أن 40 % من البالغين في مصر يعانون التقزم. وتمثل هذه النسبة ما يزيد على 20 مليون شخص في سن العمل، ممن يعدون غير قادرين على تحقيق إمكانياتهم، نتيجة لإصابتهم بنقص التغذية حينما كانوا أطفالا. وأشارت التقديرات فيما يتعلق بالمناطق الريفية بمصر، حيث يشتغل معظم السكان بالأنشطة اليدوية، إلى فقد ما يبلغ قيمته 10.7 مليارات جنيه مصري من الإنتاجية الاقتصادية خلال عام 2009 وحده، نتيجة انخفاض القدرات الجسمانية لمن كانوا يعانون التقزم خلال مرحلة الطفولة، كذلك تقدر نسبة أن تؤدي الأمراض المرتبطة بإصابة الأطفال بنقص التغذية إلى ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية لتبلغ ما يعادل 1.2 مليار جنيه مصري. يتزايد حاليا عدد الأطفال الذين يعانون التقزم في مصر عما كان عليه الأمر منذ أكثر من 10 أعوام ماضية وفقا لما ورد ببيانات المسح السكاني الصحي في مصر، مما يلقي الضوء على مدى تزايد أعداد حالات التقزم فيما بين عامي 2005 و2008، لتصل معدلات التقزم إلى نحو 28.9 % بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة.