غضب شعبى وتأهب أمنى بالأنبار العراقية عشية الانتخابات

تنطلق اليوم الخميس، انتخابات المجالس المحلية بمحافظتي نينوي (شمال) والأنبار (غرب) وسط حالة من الغضب بين الكثير من مواطني الأخيرة، الذين قللوا من جدوى هذه الانتخابات، في ظل عدم وفاء الأعضاء المنتهية مدتهم بالمحليات بوعودهم السابقة لهم، إضافة إلى ما اعتبروه "منافسة غير شريفة" بين المرشحين.
وتجرى الانتخابات في المحافظتين اليوم بعد تأجيلها عن انتخابات المحافظات الأخرى التي جرت يوم 20 إبريل الماضي، بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية المضطربة فيهما.
وفي تصريحات لمراسل الأناضول، انتقد عبد الهادي الفهداوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأنبار، ما وصفه ب "المنافسة غير الشريفة" بين المرشحين في هذه الانتخابات، وقال: "لدى جميع الأحزاب السياسية النشطة في العراق عمومًا والأنبار خصوصًا قنوات فضائية تبث توجهاتها وسياستها وتستخدمها للتروييج لمرشحيها والتشهير بباقي القوائم المشاركة في الانتخابات من خلال إظهار سلبياتها".
ومن جانبه، قال على عباس، أحد سكان مدينة الرمادي بمركز محافظة الأنبار، في حديثه لمراسل الأناضول: "سأذهب إلى الانتخابات لإبطال صوتي"، وبرر موقفه متسائلًا: "من تقدموا للترشيح لا يؤمنون بالشراكة والتنافس الشريف، فكيف سيرتقون بواقع الخدمات والأمن المعدوم في المحافظة؟!".
أما المواطن أحمد الدليمي، من سكان الرمادي أيضًا فقال: "لا أحد يستحق صوتي؛ لأنهم لم يفعلوا لنا شيئا، وأبناء المحافظة لا زالوا منتفضين (ضد حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي) منذ أكثر من ستة أشهر وتحت حر الشمس، ولا أحد يهمه هذا الأمر، إذن لماذا ننتخبهم وهم لا يعينوننا على الحصول على حقوقنا المشروعة في هذا البلد بل يجرون فقط وراء الأموال والاستثمارات".
وكان ضاري داوود أحد المرشحين عن كتلة الإرادة والتغيير (عشائرية) قد أعلن في مؤتمر صحفي عقده أمس عن سحب ترشيحه من الانتخابات ومن الكتلة التي ينتمي إليها بسبب ما اعتبره "فساد بعض مرشحيها وعدم تقديم من كانوا أعضاءً بالمجلس السابق أي شيء لأبناء المحافظة، كما لم يحافظوا على أموال شعب الأنبار"، على حد قوله.
وكان مدير مكتب مفوضية انتخابات محافظة الأنبار خالد رجب قال في تصريحات صحفية في وقت سابق إن عدد الكيانات السياسية المشاركة في انتخابات مجلس الأنبار بلغ 16 ائتلاف بواقع 63 كيانا سياسيا وعدد المرشحين في جميع الكيانات المشاركة 567 مرشحا بينهم 149 مرشحة من الإناث، مشيرا إلى أن عدد مراكز الاقتراع بالمحافظة 333 مركزا.
ومن أبرز القوائم المشاركة في انتخابات الأنبار قائمة "متحدون" التي يرأسها أسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي، وقائمة "عابرون" التي يرأسها "قاسم الفهداوي" محافظ الأنبار.
وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة ال8 صباحا، فيما تغلق أبوابها في الساعة الخامسة مساء.
وعلى الصعيد الأمني، أعلنت قيادة عمليات الأنبار (تابعة للجيش)، أمس الأربعاء، أنها ستفرض حظرًا للتجول "على السيارات والدارجات النارية والهوائية يبدأ من الساعة الخامسة من فجر اليوم الخميس وحتى إشعار آخر".
وأضافت القيادة في بيان لها حصلت مراسلة الأناضول على نسخة منه أن "الحظر يشمل جميع مناطق المحافظة ويسمح للسيارات التي تحمل تخويل من مفوضية الانتخابات في المحافظة".
وقال مصدر بقيادة عمليات الأنبار إن الهدف من فرض الحظر على حركة المركبات هو تأمين عملية التصويت، مشيرا إلى أنه يمكن تقليل نسبة الحظر وفقا للظروف الأمنية.