سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبير إيراني: خطاب "روحاني" يختلف عن "نجاد".. والرئيس المعتدل أمامه مهلة 6 أشهر لتغيير سياسة إيران.. "خامنئي" صاحب القرار الوحيد.. وسيضطر لتغيير موقفه من سوريا أمام الضغوط الداخلية
قال الدكتور نوري زادة "مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية بلندن" إن انتخاب حسن روحاني رئيسا لإيران يثير تساؤلات كثيرة حول مستقبل طهران، وعلاقاتها مع المجتمع الدولي وحول مواقف الرئيس الجديد داخليا وخارجيا، وهل يحمل رسالة جديدة إلى الإيرانيين من جهة وإلى الدول الغربية والعربية من جهة أخرى؟ وإذا كان بالفعل معتدلًا.. هل يستطيع التغلب على عقبة المرشد الأعلى "على خامنئي" صاحب القرار الوحيد في بلاده، لا سيما في السياسات الخارجية وبشكل خاص في الملف النووي؟ وأشار "نوري" في حديث للإذاعة الإسرائيلية إلى أن فوز "حسن روحاني" في انتخابات الرئاسة قوبل بنوع من الارتياح في الشارع الإيراني وبترحيب عربي ودولي حذر وبشكوك إسرائيلية كبيرة، لافتا إلى أن روحاني في أول مؤتمر صحفي له بعد انتخابه أعرب عن أمله في استئناف المفاوضات مع الدول الكبرى حول الملف النووي مؤكدا أن الحل الوحيد للأزمة بين طهران والغرب يتمثل في "الحوار السلمي"، وأوضح روحاني أنه ليس بصدد زيادة التوتر مع واشنطن مشترطا مع ذلك استئناف الحوار المباشر مع الولاياتالمتحدة باعتراف واشنطن بالحقوق الإيرانية في المجال النووي. أما بالنسبة للأزمة في سوريا فأوضح الرئيس الإيراني الجديد موقف طهران الرافض لأي تدخل أجنبي والمؤيد لبقاء حكومة الأسد حتى موعد الانتخابات السورية التي من المفترض أن تقام العام القادم. ورأى الدكتور "زادة" أن "حسن روحاني" جاء بخطاب مختلف عن الذي تبناه أحمدي نجاد، مشيرًا إلى أنه ليس من الواضح هل يحصل روحاني على الضوء الأخضر من المرشد الأعلى "علي خامنئي" لانتهاج خط إصلاحي مؤكدا أن "روحاني" يسعى أولًا إلى إيجاد حل سلمي للملف النووي وإبعاد خطر الحرب على إيران وتجنب فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية الغربية على طهران. واعتقد "زادة" أن المجتمع الدولي قرر الترحيب بالرئيس الجديد وربما منحه فرصة لإثبات حسن نيته وجدارته في تغيير مسار السياسة الإيرانية لاسيما على الصعيد الإقليمي – سياسة إيران مع الدول العربية والخليجية، لافتًا إلى أن كلام العاهل السعودي الملك عبد الله يدل على الترحيب ب"روحاني" في الخليج وربما أيضا في إسرائيل. ويعتقد "نوري" أن "روحاني" حصل بشكل غير مباشر على نوع من الفرصة أو المهلة، مدتها 6 أشهر أو عام كامل، من قبل الإيرانيين الذين انتخبوه وأيضا من قبل المجتمع الدولي الذي لا يريد الدخول في الحرب مع إيران لكن في نفس الوقت ليس مستعدا للاعتراف بإيران النووية. مشيرًا إلى أن "روحاني" ربما يشكل نوعا من الحل الوسط ليس إصلاحيا بالمعنى الحقيقي للكلمة لكن ليس راديكاليا، مضيفا أن "روحاني" رئيس معتدل ويحمل خطابًا معتدلا وهذا الخطاب سيجد دويا لدى المجتمع الدولي. وحول الأزمة السورية أشار "نوري" إلى أنه مختلف عن المشروع النووي الإيراني، لافتا إلى أن المرشد الأعلى الإيراني هو صاحب القرار الوحيد فيه ويبدو أنه قد قرر ربط مصيره بمصير بشار الأسد، حيث إن مشاركة طهران بالجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري تشكل مصدر استنكار من قبل قطاعات واسعة في الشارع الإيراني. وأضاف أن الشعب الإيراني آجلًا أم عاجلًا سيفرض على المرشد الأعلى تغيير سياساته ومواقفه من الملف السوري، ولكن "روحاني" بمفرده لا يستطيع أن يقرر لأنه ليس قائدا للقوات المسلحة وليس مشرفا على الاستخبارات، وأشار إلى أن المرشد هو الشخص الذي يجب أن يقرر، وبتغيير الأجواء السياسية في إيران ربما قد يضطر خامنئي إلى القبول بتغيير موقف طهران.