مصر في الخلاط سبحان الله.. بعد عامين من الثورة اكتشفنا أن كل شيء في حياتنا مضروب وبمهارة فائقة.. الرئيس مضروب والنتيجة ملعوب فيها ومجلس الشعب مضروب وكذا مجلس الشورى والجمعية التأسيسية التي طبخت لنا الدستور مضروبة، وبالتالى الدستور نفسه مضروب ناهيك عن النائب العام (محامى الشعب)، والمحكمة الدستورية مضروبة ومشروع النهضة مضروب، حتى نهر النيل الذي عشنا قرونا من الزمان نتباهى به ضربته إثيوبيا.. أما مجلس الوزراء فهو مضروب في قلبه، إذن.. ماذا تبقى لنا لنحيا؟ كل شيء حولنا مضروب حتى أحلامنا أصبحنا نخشى أن تكون مضروبة.. والغريب أن الذي وضع كل هذا في الخلاط هم جماعة الإخوان.. فهل نحن حقا شعب طيب أكتر من اللازم؟ أخشى وأتعجب من مقولة الحجاج بن يوسف الثقفى عن مصر والشعب المصرى والتي أوصى بها والى مصر وحذره وهو في طريقه إليها والتي كال فيها من حسن الصفات وفطنة الشعب المصرى وأرض مصر وجبالها ونيلها وقوة ومنعة هذا الشعب الذي يجب أن يخشاه الجبابرة والطغاة!! من المؤكد أن الثقفى قال هذا لسببين.. الأول أنه لم يطأ بقدمه أرض مصر وهذا معقول.. والثانى أنه لم يكن يسمع عما يسمى بجماعة الإخوان.. المعلم في كل حلقة يقدمها المبدع يسرى فودة من برنامجه المميز آخر الكلام، كنت أتصور أن السادة المسئولين عن أمور البلاد والعباد سوف يعكفون على دراسة الحلقات والتحقيقات الاستقصائية التي يقدمها البرنامج والاستنارة بما ورد بها.. لكن يبدو أن الجماعة مش فاضيين لمصلحة البلد ولا أم الشعب المسكين، فلديهم اهتمامات أكبر بكتير.. إذ كيف يواجهون يوم 30.. وكيف تدوم الرياسة رغم أنف الكارهين..؟ جبهة الإنقاذ لم تخجل جبهة الإنقاذ رغم ما تضمه من رموز وأسماء.. وقررت الاصطفاف خلف مجموعة الشباب أصحاب فكرة تمرد وإعلان الدعم والتأييد لعلّ وعسى ينجحون عندئذ يتصدرون المشهد هم والثوار ليجنوا ثمار مجهود الشباب الذين يضعون أعمارهم على أكفهم.. للأسف نفس ما فعله الإخوان، ويبدو أننا أدمنا الركوب على قفا الغير وادعاء البطولات الكاذبة؟ الشيخ العريفى تانى؟ بعد أن دخل علينا مولانا بالبيضة والحجر وشربنا الملعوب، لأننا شعب طيب وألقى خطبته الرنانة التي أجاد فيها اللعب على أوتار المصريين الذين يعشقون الأنا، هلّ علينا من جديد في خطبة الجمعة الماضية محفز الجماهير على التأهب للعيش في ظل رفاهية دولة الخلافة التي هلت بوادرها علينا والتي أقسم بأغلظ الأيمانات أنه يراها، ثم انبرى لمناداة الشعب المصرى العظيم صاحب البطولات لتحرير سوريا الشقيقة من حكم الشيعة والصفويين مؤكدا أن شعب مصر هو المنوط به هذا الشرف دون غيرها من الدول ومطالبا الجماهير بالخروج لتلبية نداء الإسلام.. وكأن مولانا لم يتعلم أن الشعب المصرى لم يعد يشرب من كأس النعرات الكذابة والكفاح الحنجورى.. فمن يريد الحرب والجهاد فليذهب بعيدا عنا. وأن الكفاح والجهاد لآخر جندى مصرى قد ولى وآخر قطرة دم مصرى هانوفرها لتحرير نهر النيل.. ثم أن مصر منكوبة حاليا وتعيش كل أجواء النكبة الإخوانية.. يعنى بالبلدى شوفلك حتة تانية يا مولانا... ها ها ها خبر يفطس من الضحك.. وزير الآثار يعلن أن مصر ستقوم بحماية آثار ليبيا وحماية تراثها القومى والحضارى ، فعلا اللى اختشوا.. الدكتور الشيخ في تصريحات إعلامية أطلق الدكتور محمد البلتاجى صرخة تنبيه للأمة محذرا الشعب من أن مهرجان البراءة للجميع ربما يؤدى لبراءة مبارك بل ومطالبة الشعب بالاعتذار له واحتمال أن يصدر حكما بعودته للرئاسة وإعلان وفاة الثورة، وله أقول وهى الثورة مامتتش لسه؟، يا راجل كفرتم الشعب من الثورة واليوم الأسود اللى استوليتم فيه عليها لدرجة أنكم جعلتم الشعب يتوق لأيام مبارك..ويراها أرحم من أيامكم.. أرجوك لا تخف من أحكام القضاء ولكن خف عليه من غباء الإخوان.. مفاجأة قامت الفنانة الراحلة داليدا ببطولة فيلم من إخراج الراحل نيازى مصطفى اسمه.. سيجارة وكأس.. والغريب أنه لا توجد منه ولا نسخة سوى بقناة روتانا.. يا ترى يا هل ترى لا يوجد في مصر كلها من يعرف طريقة لعرض هذا الفيلم؟، أولا اعتزازا بالفنانة المصرية العالمية الراحلة.. ثانيا لأن إعادة عرض هذا الفيلم الآن ستحقق أعلى نسبة مشاهدة من المصريين فهذا هو الوقت المناسب لهذا الفيلم. تأملات سألتنى بخجل.. هي الأنوثة شكل ولا إحساس؟.. أجبتها بخجل أكثر، اسألى رجلا دميما متقد الإحساس..