اهتمت صحيفة "إندبندنت" البريطانية بتطورات الأزمة السورية، وقرار إيران بإرسال 4000 مقاتل لدعم قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت الصحيفة اليوم الأحد، إلى أن قرار واشنطن بتسليح الثوار السوريين، أسقط أمريكا في الصراع بين السنة والشيعة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط الإسلامي، وأقحمت في النضال القزم للثورات العربية الذي أطاح الأنظمة الديكتاتورية في مختلف أنحاء المنطقة، وأصبحت أمريكا "جميع أصدقائها من السنة بينما أعداؤها من الشيعة". وذكرت الصحيفة أن طهران اتخذت قرارا من قبل إجراء الانتخابات الرئاسية بإرسال 4000 عنصر من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني إلى الأراضي السورية لدعم نظام بشار الأسد، مما أكده بعض المسئولين الأمنيين الإيرانيين، نظرًا لحرص إيران على استمرار نظام الأسد حتى ولو تكلف ذلك فتح جبهة للقتال ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان. وأضافت إن المؤرخين خلال السنوات القادمة سيصفون الموقف الأمريكي بعد هزيمة نكراء في العراق وانسحاب مهين من أفغانستان؛ مقرر العام المقبل، وسيصفون كيف وضعت واشنطن نفسها داخل صراع ملحمي إسلامي تعود جذوره إلى القرن السابع الميلادي حين ظهر الإسلام، وبعد وفاة النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" حيث اختلف السنة والشيعة على من يجب أن يكون الخليفة بعد وفاة النبي. وأوضحت الصحيفة أن الحلف الأمريكي يمتد من منطقة الخليج العربي الغنية إلى مصر والمغرب العربي بالإضافة إلى الأردن التي صنعتها بريطانيا، ثم تركيا بينما يضم معسكر الأعداء حزب الله والنظام العلوي في سوريا بالإضافة إلى إيران بالطبع والعراق. وتابعت أن هناك ما يقرب من 3 آلاف خبير عسكري أمريكي في الأردن، فيما يبدو أنه تمهيد لإنشاء منطقة حظر جوي جنوب سوريا، ومن المحتمل أن الأسلحة الأمريكية الجديدة تقع في أيدي جبهة النصرة المتحالفة مع تنظيم القاعدة، والتي تسيطر على ساحة المعركة من جانب الثوار. ورأت الصحيفة أن السبب المعلن الذي دفع الولاياتالمتحدة إلى إعلان تسليح المعارضة السورية، وهو استخدام النظام السوري غاز السارين ضد مقاتلي المعارضة، لا يقنع أحدا في الشرق الأوسط بل إنه لا يقل ضبابية عن حجج جورج بوش بوجود أسلحة دمار شامل لدى صدام حسين. ورجحت أن سبب تغير موقف أمريكا من تسليح المعارضة، هو أن النظام السوري يحقق انتصارات ضد الثوار، خاصة بعد معركة القصير التي حسمت نوعا ما، الصراع مع الثوار بمساعدة مقاتلي حزب الله، وهو الأمر الذي تعتبره إهانة لها ولحلفائها الذين ساندوا الثوار وطالبوا رسميًا بتنحي بشار الأسد. وأشارت إلى موقف إسرائيل من الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد وهو الإدانة مرة واحدة، على الرغم من أنها تخشي صعود الإسلاميين للحكم في سوريا، وكذلك وصف رجل مخابرات إسرائيلي للأسد بأنه رجل إسرائيل في دمشق قبل أيام من الإطاحة بالرئيس المصري السابق مبارك.