(1) الحلم "عندي دهشة ، لا زالت الحياة تمنحني الدهشة" أم العارفين بالله سيدة الحكمة "ميمنة النورانية" رضي الله عنها "رأيت فيما يرى النائم أنني أعيش وكل من أعرف على شاطئ بحر ، دخلت إلى البحر لأسبح وأنا لا أعرف السباحة فوجدت ماء البحر قرمزيا فاندهشت ، أخذت أتحسس موضع قدمي وأستند إلى سور كبير مشيد وسط البحر ، وعندما توغلت قليلا وجدت الماء قد أصبح رائقا صافيا في لون زرقة السماء ففرحت به أيما فرحة، نظرت إلى الجانب الأيسر للبحر فوجدت بيوتا من فضة ذات قباب خضراء مقامة على الماء والماء يغمر أبوابها، أخذتني الدهشة فأخذت أعمل الفكر ، كيف يعيش أصحاب هذه البيوت وكيف يقضون شئونهم! وبينما أنا كذلك وجدتني قد توغلت كثيرا في لُجَّة البحر فنظرت إلى الماء فوجدته في لون الحليب ، بياضه غريب يبهج القلوب والأبصار ، اندفعت موجة طيبة إلى وجهي تداعبه وكأنها ترغب في احتضانه فتذوق لساني ماءها فإذا به أحلى من العسل المصفى!! ابتهج خاطري وكاد قلبي يقفز من سعادة مندهشة خالطت عروقه ، وإذا نظرت إلى الجانب الأيمن للبحر وجدت بيوتا شاهقة كالسفن يحملها الماء الأبيض العذب ، كانت هذه البيوت شفافة رأيت من خلالها ما خلفها ولكنني لم أر ما فيها ! تركت نفسي أسبح دون أن أتحسس موضع قدمي فإذا بالماء يحملني ويدغدغ مشاعري ، مكثت في البحر لا أرغب في مغادرته ، وكيف لي أن أترك البحر وأنا في عين النعيم !! ولكن الماء حملني للشاطئ وأنا أقاومه ، وحين وجدتني أقف على الرمال سعيت سعيا للناس وصحت فيهم : إنكم لا تعرفون مدى حلاوة الماء الذي في وسط البحر ، ادخلوا لتعرفوا ، انظروا لتروا ، تذوقوا لتتبينوا ، وحين استيقظت كانت حلاوة الماء لا تزال على لساني " . وإذا قصصت رؤياي على جدي قال : ستعرف تأويله بعد حين .