قررت هيئة قناة السويس إلغاء عروض وحفلات مهرجان الإسماعيلية السينمائى، بنادى الأسرة، بعد الحفل الأول الذى أقيم به، دون وجود سبب منطقى، لكن بمجرد دخول النادى تفاجأ بكم كبير من أصحاب اللحى والمنتقبات، وفى نفس يوم الإلغاء حدثت مشادة بين أحد رواد النادى والمسئولين عن الدخول بسبب تواجد بعض ضيوف المهرجان، وأخذ رجل بلحية طويلة وجلباب قصير يصرخ قائلا: هل تحول النادى إلى نادى للصليبيين فقط، لا أعلم كيف يسمحون بدخول العراة الكفرة هذا النادى. ورغم هذا الحصار إلا أن مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والروائية تمرد هذا العام، فقد شهدت كواليس المهرجان حملات تضامنية مع معتصمى وزارة الثقافة، ووقع كثيرون على استمارة "تمرد"، منهم معظم ضيوف المهرجان، ودعا كل من خالد النبوى والمخرج أمير رمسيس والمخرجة كاملة أبو ذكرى وغيرهم من شباب المخرجين إلى التمرد والنزول يوم 30 المقبل وتبنى معظمهم دعوات التضامن مع مثقفى ومبدعى مصر المعتصمين بمكتب وزير الثقافة، ولم يخفى القائمون على المهرجان تأكيدهم التضامن مع تلك النداءات، والتى بدت واضحة فى كلمة الافتتاح التى قالها كل من رئيس المهرجان كمال عبد العزيز ومدير المهرجان محمد حفظى، وظلت كواليس وأحاديث المهرجان الجانبية تدور حول التمرد، خاصة مع نشاط مجموعات كبيرة من شباب الإسماعيلية فى حملة تمرد ودعم ضيوف المهرجان لهم بشكل كبير. ولم يتوقف مهرجان الإسماعيلية عن المقاومة، فأغلب أفلام الدورة ال 16 من عمر المهرجان جاءت مطالبة بالحرية، ومؤكدة أن الفيلم التسجيلى نجح بعد ثورات الربيع العربى فى رصد مطالبات الشعوب، سواء كانت ضد حكم الإخوان أو النظم الفاشية الأخرى، ففليم "غزة" الفلسطينى يحكى قصة هدم دور العرض السينمائية فى عهد حماس، لتتحول غزة إلى منطقة خالية من دور العرض ومن الفن، وفيلم "18 يوم" يحكى قصة الثورة المصرية ليتفاعل معها الجمهور الذى امتلأت به قاعات العرض هاتفا: "يسقط حكم المرشد".