«بالحوافز ندفع الطلاب للمذاكرة، كرحلة مصيف جميلة بعد انتهاء الامتحانات، لإبعاد التوتر عن أبنائنا في هذه الفترة التي يحتاجون فيها إلي مراجعة دروسهم قبل الامتحانات».. بهذا تقول رغدة السعيد، خبيرة المهارات البشرية ولغة الجسد، وتضيف: «إن أى أب أو أم لديه ابن فى مرحلة الامتحانات يعتقد أن أفضل نصيحة يمكنه أن يقدمها له هي كلمة «ذاكر» التي يقولها معظم الآباء لأبنائهم طوال الوقت، خصوصا مع اقتراب موعد الامتحانات، ظنا منهم أنهم بذلك يدفعون الأبناء لمزيد من الاجتهاد، وهذا التكرار الممل غالبا ما يأتي بنتيجة عكسية على نفوس وعقلية الأبناء، فشعور الطالب أنه مجبر طوال الوقت علي المذاكرة يضغط على أعصابه، ويجعله يشعر أنه محاصر، وقد أثبتت التجارب الحياتية أن الأبناء الذين لا يؤمرون بالمذاكرة طوال الوقت يستمتعون بقدرة أعلى على التركيز ممن يجبرون على المذاكرة، وبالتالي نجد أن التفوق يكون دائما حليف الطلبة غير المجبرين. وتؤكد رغدة أن الأمر له جذور منذ نعومة أظافر هذا الطالب، فالطفل الذي ينشأ على تحمل المسئولية، ويترك له حرية اتخاذ القرار في كل أمور حياته مهما كانت صغيرة، ويكون مسئولا عن هذه القرارات التي يتخذها، عندما يكبر يكون قادرا على تحمل مسئولية مذاكرته، وتنظيم دروسه، ودائما تجد هذا الطالب يحصل على أعلى الدرجات، لأنه يشعر بالمسئولية حيال مستقبله الدراسي. وتضيف خبيرة لغة الجسد: إن هناك خطأ آخر يقع فيه كثير من الآباء وهو الموروث المجتمعي بمحاسبة الأبناء بطريقة مبالغ فيها على الدرجات التي يحصلون عليها، والجملة الشهيرة التي تتردد في كل بيت في هذه الفترة «أنا عايزك تطلع الأول»، وما يجهله الآباء أن هذه الجملة تتسبب في إصابة الطالب ب«فوبيا الامتحان»، ونجده مهما ذاكر يفقد تركيزه بسرعة نتيجة خوفه من عدم الحصول على الدرجات النهائية إرضاء لوالديه. وتقدم رغدة للآباء روشتة لكيفية التعامل مع الأبناء في هذه الفترة ومع اقتراب الامتحانات بقولها: لابد أن يتحلى الآباء بالهدوء والابتعاد عن كل مظاهر القلق التي يمكن أن تنتقل بالعدوى للأبناء، حتى وإن لزم الأمر لتمثيل الهدوء أمام أبنائهم، مع خلق جو منعش ولطيف فى المنزل، ويجب أن يضع الآباء هدفا للأبناء يدفعهم لمزيد من التركيز والتحصيل والتفوق، من خلال التحفيز، كالترتيب لإجازة الصيف والسفر لمكان كان يتمنى الابن زيارته أو من خلال حافز مادى أو عيني، كوعدهم بشراء شىء كانوا يحلمون به، ولنستبدل جملة «خش ذاكر» بجملة «ياللا شد حيلك عشان نسافر»، ومتابعة الأبناء عن بعد دون ضغط، من خلال اتباع طريقة السؤال غير المباشر، مثلا: «ها.. أخبارك إيه.. مش محتاج حاجة». ووقت الراحة مهم جدا لشحن الطاقة، فعندما تجد ابنك جائعا فى غير موعد تناول الطعام أو نعسانا فى غير ميعاد النوم، فهذا يعد هروبا من المذاكرة، نتيجة إحساسه بالضغط العصبي، واقترح عليه أن يشاهد التليفزيون لفترة أو أن يستحم، المهم أن ينفصل تماما عن الغرفة التى يستذكر فيها، أيضا من الضروري حصول الطلاب على إجازة قبل بداية الامتحانات ولتكن أيام الجمع أو السبت، فيجب الخروج في نزهة قصيرة، لأن الراحة أو المشي يساعد على تفريغ الشحنة السلبية، وإعادة شحن طاقة جديدة إيجابية ليواصل بعدها المذاكرة، وليحاول الآباء إقناع الأبناء بالنوم مبكرا، والتركيز فى الصباح فى هذه الفترة يكون أكثر ونسبة التحصيل تكون أفضل. وتختتم رغدة حديثها بقولها: وفي ليلة الامتحان عندما يقول الابن إنه نسي كل شىء، وعبر عن خوفه من عدم قدرته على النجاح في الامتحان فلا تقلق، وتحاور معه بكل هدوء، مؤكدا له أن ذلك طبيعى، لأن العقل قد امتلأ تماما بالمعلومات، ولتطلب منه الخروج ولو لساعة واحدة ليلة الامتحان، فهذه الساعة ستعيد الطالب لتركيزه، وتجعل مزاجه جيدا، وسيصبح مؤهلا لبداية الامتحانات.