تصدرت الأزمة السورية افتتاحيات الصحف الخليجية الصادرة اليوم الأحد في دولتى قطر والإمارات. وسلطت الصحف القطرية الضوء على هذ الملف، حيث دعت صحيفة "الشرق" إلى حماية المدنيين في سوريا وخاصة في بلدة "القصير" حيث يشاهد العالم يوميا ما يحدث من سفك للدماء بواسطة ما وصفتها بقوى الشر وعلى رأسها قوات نظام بشار الأسد والمليشيات "الطائفية" القادمة من خارج سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن جيش النظام يستخدم خلال المعارك الأخيرة المتواصلة منذ أسبوعين كل ما لديه من أسلحة مدمرة في محاولة يائسة لإخماد الثورة، وتحقيق مكاسب على الأرض قبل انعقاد مؤتمر جنيف 2. ولفتت إلى أن آلاف المدنيين يعيشون تحت الحصار وقصف الطائرات والأسلحة الثقيلة، حيث يرفض النظام الوحشي الغارق في دماء شعبه الإصغاء للمناشدات الدولية بتوفير ممر آمن للمدنيين من الأطفال والنساء الذين يرغبون في النزوح من هذه المناطق المنكوبة، كما لا يسمح هذا النظام الذي ينتهك كل القوانين الإنسانية الدولية للصليب الأحمر أو المنظمات الإنسانية المعنية بتقديم العلاج لمئات الجرحى أو نقلهم إلى مستشفيات خارج بلدة "القصير". وأكدت (الشرق) على أن انقسام المجتمع الدولي وتواطؤ الكثيرين وضعف استجابة الأممالمتحدة وآلياتها، ساعدت على وصول الحالة الإنسانية والانتهاكات المريعة لحقوق الإنسان في سوريا إلى ما وصلت إليه. وطالبت الدول الأعضاء في مجموعة أصدقاء سوريا وعلى رأسها الولاياتالمتحدة التصرف على نحو مختلف لتوفير الحماية للشعب السوري من حملات الإبادة والتطهير التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه عليه. وخلصت الصحيفة - في ختام افتتاحيتها - إلى أن هذه الدول مطالبة بالكف عن الحديث والعمل الفوري لإقامة منطقة حظر جوي توفر الحماية للمدنيين، وتحييد طائرات الموت التي يرسلها النظام لتحصد أرواح الأبرياء تحت سمع وبصر العالم، والانتقال إلى محاسبة مجرمي الحرب الذين يقتلون شعبهم بدم بارد، مشددة على أنه لا ينبغي لأصحاب الضمير الحي والأسوياء أن يكتفوا بالمناشدات، في حين تسيل شلالات الدم في كل مكان في سوريا. كما تصدرت تطورات الأوضاع في سوريا التغطية الخارجية لصحف الإمارات، حيث رأت صحيفة "البيان" أن انعقاد مؤتمر "جنيف 2 " فرصة فريدة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الأزمة السورية. وأوضحت الصحيفة أن المعارضة ممنوعة من امتلاك السلاح القادر على الحسم على الرغم من تقدمها الميداني في العديد من المناطق وسيطرتها كليا أوجزئيا على معظم الأراضي السورية، بينما النظام يحظى بدعم لا محدود من أطراف وقوى إقليمية ودولية، ومحاولات إبقاء الوضع على ما هو عليه تسير على قدم وساق. وأشارت الصحيفة إلى أن الائتلاف السوري حسم أمره وأعلن أن المشاركة في جنيف لابد وأن تقترن برحيل رأس النظام الرئيس بشار الأسد هو وكل من تورط في دماء السوريين. ورأت أنه رغم كل العقبات التي ما زالت تعترض طريق "جنيف 2"، والتصعيد الذي يمارسه النظام، ومن يدعمونه إقليميا ودوليا، إلا أن لقاء جنيف المرتقب يمكن أن يشكل خطوة أولى على الأقل نحو حل يوقف سفك الدماء ويحقق للشعب السوري الحرية والكرامة التي سعى لأجلها. وأكدت "البيان" الإماراتية أن مؤتمر "جنيف 2" يمكن أن يكون طريقا للحل إذا صدقت النوايا، وليس وسيلة دبلوماسية لفرض ما عجز النظام عن تحقيقه بالطرق العسكرية، مشيرة إلى أنه إذا كان هذا هو الهدف منه فإن مشاركة المعارضة فيه تصبح بلا معنى ولا ينتظر أن تكون لها أية جدوى لتحقيق مطالب الشارع الثائر. وأوضحت أنه لكي ينجح مؤتمر "جنيف 2 " لابد أن يمثل المشاركون فيه طرفي النزاع بشكل كامل، وأن تكون لديهم من المسئولية والتفويض الكامل ما يمنحهم المصداقية في تنفيذ ما يتم التوصل إليه من قرارات واتفاقيات، ولذلك تبدو توسعة الائتلاف المعارض وكأنها جاءت في وقتها ليضم الغالبية العظمى من القوى الثورية والمعارضة في سوريا من مختلف الأطياف الوطنية السياسية والعسكرية إذا ما قرر الائتلاف أن يشارك في لقاء "جنيف 2". وطالبت الصحيفة - في ختام افتتاحيتها - النظام بأن يشارك في "جنيف 2 " مشاركة حقيقية، وليس بمجرد حضور شكلي لكسب الوقت ومحاولة تغيير الواقع الميداني، ما يعني إرسال مفاوضين حقيقيين يمتلكون القرار ويستطيعون تنفيذه.