بعد وفاة جمال عبدالناصر بسنوات أصدر الكاتب الصحفى جلال الدين الحمامصى كتابا بعنوان: "القربة المقطوعة" تضمن فصلا يحكى فيه ذكرياته مع قرار عبد الناصر تأميم الصحافة تحت عنوان "تاريخ وتأريخ الصحافة" قال فيها: كانت أول الشباك التي وقعت فيها الصحافة في عهد ثورة يوليو هى شبكة التأميم أو ما سمى "تنظيم الصحافة" أو في تسمية ثالثة "ملكية الصحافة للشعب". وقد صدرت قرارات التأميم صباح 24 مايو1960 وسبقتها مع ساعات الصباح الأولى إجراءات بوليسية بحيث يتم الاستيلاء على دور الصحف في ساعة مبكرة، واحتلال المكاتب الرئيسية وعلى أن تقوم سكرتارية السيدين على صبرى وسامى شرف بارتصال التليفونى المبكر بالأعضاء المختارين لمجالس إدارات الصحف المؤممة لدعوتهم لمقابلة على صبرى بمكتبه. وفوجئ الكل بتجمعهم في مكتب السكرتارية ولم يكن أي منهم يعلم بنبأ التأميم سوى السيد النجا. ونزل النبأ على الحضور نزول الصاعقة ولم يفعلوا أي شيء مضاد بل صدرت الصحف في اليوم التالى معلنة نبأ التأميم فمثر خبرا يقول "مجلس نقابة أبو الصحفيين يشكر الرئيس"، ونبأ آخر بعنوان "نقيب الصحفيين (صلاح سالم) يشكر الرئيس "، وذلك باسم النقيب والأعضاء قائلا: "ياسيادة الرئيس.. رفعت أعتى القيود وأخطرها عن كاهل الصحافة وحميتها من الانحراف وأخضعتها لصالح الأمة". وفى يوم 28 مايو1960 دعى أعضاء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية ورؤساء التحرير إلى اجتماع برئاسة عبد الناصر، وعبر عن ذلك بعض الزملاء بقولهم "مذبحة القلعة الثانية"، وكان ذلك بقصر القبة وحضر الرئيس وعلى صبرى وكمال الدين حسين وعبد القادر حاتم. ويومها تأكد الصحفيون أنهم تحولوا إلى كتبة وموظفين.