قبل زيارة الرئيس محمد مرسى قرى بنجر السكر بالإسكندرية، للاحتفال بما سمى يوم الحصاد، كانت الأجواء فى الإسكندرية مشتعلة فى المجلس المحلى أو المقر المؤقت للمستشار محمد عطا عباس؛ محافظ الإسكندرية، ونائبه الدكتور حسن البرنس، بسبب الحرب الطاحنة الدائرة بين المحافظ ونائبه، منذ أن قال عباس: "البرنس تخطى كل الاختصاصات المفوضة إليه"، فبدأ البرنس يتحين الفرصة للرد عمليّا على كلام المحافظ، وتفتق لذهنه تغيير مهبط طائرات الرئيس السابق مبارك بقرية بنجر السكر، حتى يصبح ذا قيمة لدى مؤسسة الرئاسة، فحوّله إلى شونة قمح، وأرسل عبر أنصاره من حزب الحرية والعدالة خطابًا لرئاسة الجمهورية قال فيه: "الإنجازات فى الإسكندرية أصبحت كثيرة، ولكن كسل المستشار محمد عطا عباس؛ محافظ الإسكندرية، يجعل تلك الإنجازات محلك سر". مصادر "فيتو" أكدت أن عددًا من رموز الحرية والعدالة اتهموا "عباس" بأنه وراء حالة الغضب على الإخوان فى الإسكندرية، حتى تصبح الأمور جيدة أمام حسن البرنس، وقبل زيارة الرئيس التى لم يتم الإعلان عنها سوى قبلها بيوم واحد فقط، كانت جهة سيادية حذرت الرئاسة من خطورة أن يعقد الرئيس أى مؤتمر فى الإسكندرية، نظرًا لتصاعد الأحداث بها ولتراجع شعبية الإخوان، وبعد أن كان من المقرر أن يكون الاحتفال فى أحد الفنادق التابع لجهة سيادية، رأت نفس الجهة أن يكون المؤتمر فى «الغيط» أو المطار السابق، وهنا ستسهل السيطرة الأمنية، فقرى بنجر السكر بعيدة عن المدينة ولا يمكن الوصول إليها بسهولة، كل هذا جعل البرنس يتحول إلى محافظ فعلى للإسكندرية، فلم يظهر المستشار عطا عباس فى صورة واحدة أمام القنوات التليفزيونية أو الصحف، والذى تصدر المشهد بأكمله هو البرنس، بل كانت الطامة الكبرى هى تفقد البرنس لقوات التأمين التابعة لرئاسة الجمهورية، فى مشهد يعطى انطباعًا أن البرنس أصبح كبير ياوران رئاسة الجمهورية، والصور تدل على أن للبرنس مكانة خاصة جدّا لدى مرسى، ولِمَ لا وهو من كان ينسق حملة الرئيس بالإسكندرية، وأيضًا لأنه كشف للرئيس عن خصومه بالمحافظة الساحلية والمحسوبين على نائب المرشد خيرت الشاطر، ومنهم قيادى إخوانى أطيح به من حزب الحرية والعدالة . مشهد البرنس مع قوات الحرس الجمهورى لم يتكرر من قبل، فمحافظ الإسكندرية لم يجرؤ على القيام به، حتى أنه وقف إلى جوار مسئول فرقة الكشف عن المفرقعات، والمحظور أن يقف معه أى شخص من خارج المؤسسة الرئاسية. لم يتبقَّ للبرنس فى زيارة مرسى إلا أن يحشد أنصار الرئيس من أهله وعشيرته بالحرية والعدالة، فجاءوا فى أوتوبيسات قادمة من العامرية وقرى بهيج، لمنع أهالى بنجر السكر الأصليين من التظاهر ضد الرئيس، والذين تم نقلهم إلى قرى مجاورة؛ لأن نسبة كبيرة منهم من أهالى قرى الخريجين المعروفة باسم "مشروع مبارك القومى للخريجين"، والذين سرقت منهم وزارة الزراعة أراضيهم بدون وجه حق، حسبما أكد لنا أحدهم ويدعى ناصر عوف. استعدادات الاستقبال من قبل حزب الحرية والعدالة كانت بوضع لافتات الترحيب فى كل مكان، والتى ظهرت واضحة فى مدخل القرية، ومنها لافتات تقول "مرحبا بقائد النهضة" وحتى تكتمل التمثيلية الإخوانية تم الاتفاق مع سيدة مسنة معروفة فى القرية وهى الحاجة توحيدة، على أن تقف أمام سيارة الرئيس،، لمحاولة تقبيل يده بهدف إظهار شعبية مرسى أمام الفضائيات فلم ترصد أى كاميرا الحاجة توحيدة وهى تقف أمام موكب الرئيس، ليكون الأمر برمته مجرد تمثيلية هزلية سخيفة من إخراج البرنس . زيارة مرسى لعروس البحر المتوسط تزامن مع نهايتها انهيار عقارين بمنطقة العطارين، وتصدع 6 آخرين، وحريق فى مخزن أقمشة بمنطقة الإبراهيمية .