رغم محاولات جماعات الظلام في مصر عامة ومحافظة المنيا بشكل خاص؛ لبث الفكر المتطرف وقطع نسيج الوحدة الوطنية بين أقباط المنيا ومسلميها، خرجت علينا أسرة المهندس "جرجس" بلفته إنسانية تؤكد أن الأقباط والمسلمين في رباط إلى يوم الدين رغم أنف الحاقدين. عكفت تلك الأسرة القبطية المكونة من 6 أفراد طوال شهر رمضان على مدار الثلاث سنوات الماضية، على أن تقوم بطهي الفول المدمس، وتعبئته داخل أكياس وتقديمه كوجبة سحور للمسلمين بالحي الكائنين به في مدينة ملوى بالمجان. «الدين لله ورمضان للجميع، طول عمرنا واحد قلب واحد نعيش في وطن واحد في الفرح واحد والحزن واحد، الإصرار في التفرقة بيننا هو ما يزيدنا قوة وتماسك، الذين يقولون أن المنيا محافظة الفتن الطائفية هم أنفسهم الفتن، لا نحن».. بتلك الكلمات بدأ المهندس الزراعي، جرجس فايز ذكي، صاحب ال 50عاما، حديثة ل"فيتو"، قائلًا: «لدى أصدقاء مسلمين وأقباط يقومون بالتبرع بالفول، وأن لم نجد نقوم بشرائه من حسابنا الخاص، ثم تقوم زوجتي وأبنتي بطهيه، وأنا وأبنائي الثلاثة نقوم بتعبئته في أكياس بلاستيكية، وعقب صلاة العشاء يأتي إلينا أشقائنا المسلمين البسطاء غير القادرين ويحصلون عليه بالمجان. استكمل جرجس: «الإسلام دين رحمة والمسيحية دين محبة نعيش ونموت أخوة في الوطن، فالوطن في حاجة إلى تمسكنا ومحبتنا أكثر من ذلك». ووجه المعايدة إلى المسلمين بعيد الفطر قائلًا: «كل سنة وجميعنا بخير وبصحة جيده عيد فطر مبارك على الجميع»، وبعبارته المشهورة أنهي حديثة: «إن خلص الفول أن مش مسئول». وويضيف يشوي، نجل المهندس جرجس: «تعرضت لبعض الانتقادات البسيطة من قبل بعض الزملاء الذي ليس لديهم قدر كافي من الفهم والوعي بسبب تلك الفكرة، ولكن تعمنا في كنيستنا أن المساعدة لم تستثن أحد فالمسلم والقبطي واحد، وأن الهدف من تلك الفكرة هي توجيه رسالة أن المنيا محافظة طيبة لا متطرفة ونعيش فيها بأمن وأمان يجمعنا المحبة والود نحزن سويا ونفرح سويًا وأنا أنتظر شهر رمضان زى أخواتي المسلمين بالظبط».