قد يتعجب البعض إذا علم أن الجلوس والنوم الخاطئين من أهم مسببات نقص تركيز الطلبة بشكل عام، والثانوية العامة بصفة خاصة، نظرًا لتضاعف حاجتهم للتركيز والجلوس لفترات طويلة لاستذكار الدروس، إلا أنهم كثيرًا ما يصابون بالصداع، وآلام الظهر، وغيرها من المشكلات التى يواجهها طلبة الثانوية العامة، فكلما حاولوا استجماع تركيزهم بالجلوس إلى مكتب خاص أو بنوم هادئ زادت المشكلات، ويحدثنا الدكتور أحمد السيد -إخصائى العلاج الطبيعى-عن الشروط الواجب توافرها فى مكتب الطالب وسريره... كيف تتأثر قدرة الطالب على الاستيعاب والتركيز بأسلوب الجلوس والنوم؟ - الجلوس والنوم الخاطئ من أهم أسباب تعرض الإنسان لمشكلات فى العمود الفقرى وفقرات الرقبة، والتى تضغط بدورها على الأعصاب والنخاع الشوكى، فتؤدى للإصابة بالصداع وعدم القدرة على التركيز، ونجد الطالب لا يكاد يذاكر نصف ساعة حتى يشعر بزغللة وعدم قدرة على الاستمرار فى المذاكرة، وإذا نام على سرير غير صحى يستيقظ فاقدًا الاتزان، وحتى إذا نام 8 ساعات كاملة يشعر بأنه لم يأخذ قسطًا كافيًا من الراحة. وما الأخطاء التى يقع فيها الطالب أثناء جلوسه؟ - أكبر خطأ يقع فيه الطالب أن يذاكر وهو فى وضعية النوم على الظهر، أو يقرأ فى ضوء ضعيف فيرهق نظره، حينما يكون المكتب فى مستوى منخفض عن الكرسى بشكل يجبره على ثنى الظهر أثناء الجلوس. وما وضعية الجلوس الصحيح إلى المكتب؟ - أن يخفض رجلاه إلى الأسفل ويسند ظهره إلى الكرسى ولو بوسادة قطنية، هكذا يأخذ الزاوية المطلوبة دون أن يكون فى وضع شبه نائم، وبالنسبة للفقرات القطنية فيجب أن تتعامد زاوية الفخذ مع العمود الفقرى بزاوية منفرجة 120 درجة، بحيث تكون زاوية الفخد هى المتحركة، مع ثبات زاوية العمود الفقرى على الأرض، وبالنسبة للفقرات العنقية فلابد أن تكون فقرات الرقبة عمودية وليست مائلة للأمام، حتى لا يشعر الطالب بعد فترة من المذاكرة بآلام فى الرقبة وصداع يبدأ من الجزء الخلفى للجمجمة نتيجة شد الفقرات. هل توجد مواصفات صحية للسرير والوسائد ؟ - يفاجأ أولياء الأمور بعد استشارة أطباء الباطنة والأعصاب بحثًا عن سبب مقنع للصداع وعدم التركيز الذى يشكو منه الأبناء، أن السبب الأول لكل هذه الأعراض هو نوعية المرتبة الموضوعة على أسرة أبنائهم، فالمراتب القطنية ممتازة، بشرط الإكثار من «الغرز» حتى لا يتحرك القطن ويتسبب فى وجود «مطبات قطنية» تؤلم الظهر وتؤثر تدريجيًا فى سلامة العمود الفقرى، لذا يجب تقليبها مرة كل شهر أو شهرين على الأكثر، أما الوسائد القطنية فهى جيدة بشرط أن تكون ملامسة للكتف عند النوم، مع مراعاة أن تكون كل فقرات الرقبة ملامسة للوسادة، كما يوجد وسائد طبية تحتوى على منحنيات، وهذه مناسبة جدًا لفقرات الرقبة. وماذا عن المراتب الإسفنجية ؟ - كارثة للعمود الفقرى أن يعتاد الطفل النوم على المراتب الإسفنجية العادية، لنجد ظهره لا يجد هذه المعادلة البسيطة وهى وجود نسبة من «الرخاوة» من خلال المرتبة، بشرط وجود نسبة من الصلابة لتثبيت العمود الفقرى، ومع الأسف فمعظم المراتب الإسفنجية تفتقد هذه المزايا، فإما أن تكون لينة تماما أو صلبة جدا، والناس يتصورون أن الصلابة تجعلها صحية، والحقيقة عكس هذا تمامًا. البعض يلجأ للمراتب الإسفنجية الطبية فهل لها تأثير إيجابى؟ - بشرط أن تكون ذات جودة عالية وأن تكون طبية لنتفادى آثارها الخطيرة فى الظهر، حتى أنها تعالج آلام العمود الفقرى، وبالتالى تعالج الضغط على الأعصاب، مع الانتباه أن هذا لا يرتبط بصلابة الإسفنج، فيجب أن تكون «سوست إسفنج مع قطن»، إذ تجمع بين خصائص «المراتب القطن والإسفنج والطبية» معا. أما مراتب السوست المصنوعة من الإسفنج فقط فعمرها قصير، فبعد سنتين تكون انتهت صلاحيتها، والنوم عليها يشكل خطورة كبيرة على سلامة العمود الفقرى حيث تعرضه للتقوس، مثل المراتب الإسفنجية زهيدة الثمن.