فى محاولة لإذابة الجليد ونزع فتيل الأزمة فى العلاقات المتوترة بين طهرانوصنعاء التقى علي مثنى حسن، نائب وزير الخارجية، اليمنى بصنعاء اليوم الأحد مع محمود حسن علي زاده سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى اليمن. وقد تناول الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك و بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها. وتشهد العلاقات اليمنية الإيرانية تطورات دراماتيكية علي خلفية ضبط صنعاء مؤخرا شحنة ضخمة من الأسلحة قادمة من إيران قرب السواحل اليمنية ، تمثلت هذه التطورات في استدعاء السفير الإيراني،وطلب تفسير عاجل من بلاده. ويؤكد مراقبون في صنعاء أن القيادة اليمنية تفضل عدم التصعيد مع طهران رغم الضغوط الدولية عليها لاتخاذ خطوات أكثر من الاستنكار والشجب قد تصل إلي قطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفير، لكن لهجة صنعاء في التعاطي مع شحنة الأسلحة الأخيرة كان أعلي من وقائع سابقة من خلال تصريحات لوزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي والذي شدد علي أن اليمن لن تكون مكانا لحروب بالوكالة علي أراضيها في إشارة إلي الصراع الإيراني الأمريكي في المنطقة والخلافات بين إيران ودول الخليج. وجاء كشف وزير الداخلية اليمني عبدالقادر قحطان عن أن شحنة الاسلحة التي ضبطت مؤخرا علي متن السفينة جيهان1 في المياه الاقليمية اليمنية بمحافظة المهرة كانت قادمة من إيران وتحمل علي متنها صواريخ واسلحة ومواد شديدة الانفجار بغرض ادخالها الي الاراضي اليمنية، ليشعل غضب الرأي العام اليمني الذي تابع قبل فترة ضبط نحو سبع مجموعات تجسس إيرانية داخل اليمن ودعم طهران للنزعات الانفصالية في جنوب اليمن فضلا عن دعمها التقليدي لذراعها السياسية والعسكرية في اليمن جماعة الحوثيين في شمال وغرب البلاد بالقرب من الحدود مع السعودية. ووفقا لرؤية المحلل السياسي والأستاذ بجامعة عدن الدكتور طه علوان فإن دول العالم أصبحت اليوم تتسابق لتضع لها موطئ قدم في اليمن من اجل مصالحها الخاصة نتيجة للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به اليمن. ومن جانبه قال سعيد الجمحي الباحث في شئون الإرهاب فى تصريح له ان التدخلات الإيرانية في اليمن تأتى بحثا عن مناطق نفوذ أخري غير التي كانت قد أنشأتها، خاصة أن سقوط النظام السوري سيشكل ضربة لحزب الله، لذا فإن الحوثيين الذين يشكلون جماعة أنصار الله هم الذراع الجديدة. كما تناول أبعادا أخري للتدخل الإيراني في اليمن بقوله: إيران تنظر إلي التدخل فى اليمن باعتباره كماشة لدول الخليج،كما ان استمرارها في إرسال شحنات الأسلحة والصواريخ يكشف عن نيتها إشعال حرب في المنطقة بطريقة تشغل القوي الدولية خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار الحالية.