حالة من الغضب اجتاحت العاملين فى ماسبيرو،بعد بقاء صلاح عبد المقصود وزير الإعلام فى منصبه،لا سيما أن معظهم كان يتوقع خروجه،سواء بسبب أدائه المترهل أو على خلفية مواقفه الأخرى التى أثارت الرأى العام عليه. ولأن بقاء عبد المقصود،المعروف إعلاميا ب «الوزير المتحرش»، صار واقعا، فقدانقسم ماسبيرو إلى فريقين؛ الأول يؤكد أن المرحلة القادمة هى مرحلة «تصفية الحسابات» بعد أن مرت فترة التمكين وغزوة «الوقف عن العمل والتحقيقات»، بعد إيقاف عدد من البرامج المعارضة فى التليفزيون وأهمها: «استديو 27» وتحويل عدد من المذيعين للتحقيق وعلى رأسهم «عاطف كامل، هبة عز العرب، عزة الحناوى، هالة فهمى، كامل عبد الفتاح، وبثينة كامل» بالإضافة إلى تحويل 11 من العاملين بقطاع القنوات المتخصصة إلى التحقيق بتهم مختلفة، وأكد أعضاء هذا الفريق أنه بعد بقاء عبد المقصود فى الوزارة ستكون الفترة القادمة التخلص من معارضيه فى جميع قطاعات ماسبيرو. وكان عبد المقصود قبيل الإعلان عن التعديلات الوزارية بأيام يؤكد اطمئنانه وأنه على قائمة الباقين فى أماكنهم وكثير ما كان يردد ضد معارضيه مقولة: «أنا قاعد على قلوبكم» وهو الوعد الوحيد الذى أوفى به، لذا لم يستثن هذا الفريق بعض الإخوان الذين هاجموا عبد المقصود فى الفترة الأخيرة بعد أن كانوا من المقربين إليه من غزوة تصفية الحسابات وعلى رأسهم «منى أبو شنب» رئيس تحرير برنامج «قاهرة المعز» على شاشة الأولى، مؤكدين أن المعاملة لن تكون كالسابق حيث إن فترة هذه الوزارة قصيرة ولن تتعدَ الستة أشهر وسيأتى بعدها مجلس وطنى للإعلام ويترك عبد المقصود منصبه ولذلك فلا بد من انتقام سريع وفعال. ولكن اختلف رأى الفريق الآخر فى سياسة عبد المقصود فى الفترة القادمة حيث أكدوا أن فى بقاء عبد المقصود جانبا يغفله الكثيرون وهو أن خروجه ب «فضيحة» إهانة للإخوان المسلمين وبالتالى سيحاول عبد المقصود أن يحسن علاقته بالعاملين بما سبيرو والإعلاميين والصحفيين ليتناسوا ما فعله، وتوقعوا أن أولى القرارات التى سيأخذها عبد المقصود هى عدم فرض لائحة تخفيض الأجور فى محاولة منه لكسب رضاء العاملين، وأضافوا أن سياسة تكميم الأفواه وتفصية الحسابات ستطبق ولكن بشكل اقل حدة والدليل على ذلك استضافة كل من حمدين صباحى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فى حلقتين متتاليتين من برنامج «بيتنا الكبير» مع أول يومين من الإعلان عن التعديلات الوزارية، بالإضافة إلى حركة الترقيات والقيادات التى تم إجراؤها مؤخرا والتى حملت فى طياتها مجموعة من الأسماء المعروف عنها أنها رفضت أن تسير فى فلك عبد المقصود وتدخل ضمن قائمة المتحولين ومن أبرزها خالد قابيل، وطارق صلاح الدين واللذان توليا مناصب بالقناة الأولى كنائب رئيس القناة ومساعد رئيس القناة. وعلى مستوى الأزمات المالية سيحاول عبد المقصود توفير أموال بشتى الطرق لتنتعش حركة الإنتاج ولو بشكل طفيف، وعن مستقبل معارضى عبد المقصود من الإخوان أكد أنصار هذا الفريق أن الإخوان تربطهم انتماءات حزبية وأفكار واحدة ستشفع لهم عند المقصود ولن يمسهم بشىء مؤكدين أن الإخوان لن يتخلوا عن بعضهم البعض فى أصعب المواقف وسيعمل عبد المقصود على احتوائهم ليكونوا خير دليل على مدى معاملته الحسنة مع معارضيه.