يتوقع محللون أن تفرز انتخابات غدا الأحد أن يصعد اليمين المتطرف السويدي ليصبح ثاني أكبر قوة في البلاد. لكن الخلفية النازية لعدد من أعضاء الحزب ومؤسسيه تمثل وصمة قد تحد كثيرًا من تقدمه السياسي. يمسك جيمي أكيسون (39 عاما) زعيم حزب ديمقراطيو السويد (SD)، اليميني الشعبوي، مكبر الصوت في مدينة مالمو، بعدها بلحظات تتصاعد الهتافات المؤيدة. على الجانب الآخر ترتفع لافتات كتب عليها "لا نريد عنصريين في شوارعنا!" و"اسكت، أنت عنصري دموي" لم يعد معارضو الفاشية هم فقط من يصف الحزب ب "النازي"، فرئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين وصفه بأنه "حزب نازي جديد له جذور نازية وعنصرية". ويعترف أنصار الحزب بأن هناك وصمة عار تلاحق حزبهم وتتسبب في أزمة. ن. أ. نيلسون - 16 عامًا - أتى مع زملائه طلاب المدرسة الثانوية لدعم الحزب، ويقول:" قد تواجه رد فعل شديد العنف لأن بعض الناس لا يحبون السياسة، لكنني أعتقد أن الأمر جيد بالنسبة للسويد: لا يمكننا القبول بقدوم المزيد من المهاجرين " ديمقراطيو السويد ايديولوجيا يُعد حزب ديمقراطيو السويد، أقل الأحزاب تطرفًا، ويعترف ب "القومية الثقافية" المفتوحة للجميع، بغض النظر عن مكان الميلاد أو لون البشرة، لكنه يدعو إلى تشديد القيود على إجراءات الهجرة اذ يريد لبلاده أن تقبل فقط بلاجئين من الدنمارك والنرويج وفنلندا، كما يفضل إرساء نظام تصاريح عمل أكثر صرامة. وتكمن أزمة الحزب الحقيقية في أن له ارتباطات بحركة النازيين الجدد في السويد. حتى ماتياس كارلسون، القائد البرلماني للحزب والمنظر الايديولوجي له، يعترف بأن عددًا غير قليل من الأعضاء المؤسسين له قدموا من مجموعة عنصرية تسمى "حافظوا على السويد سويدية" والتي صدر قرار بحلها في عام 1986، فيما تم تشكيل حزب ديمقراطيو السويد (SD) في عام 1988. ويشدد كارلسون على أن حزب SD ليس استمرارًا لتلك المنظمة". الجدير بالذكر أن أول أمين صندوق للحزب، وهو جوستاف إيكستروم، كان عضوًا سابقًا في كتائب القتل الهتلرية المعروفة باسم "سلاح إس إس" Waffen SS، فيما كان القيادي الأول في الحزب انديرس كلارستروم ناشطًا بحزب الشمال الاسكندنافي النازي. والسؤال الآن: هل ما زالت تلك الارتباطات التاريخية تلطخ صورة الحزب، رغم جهود أكيسون لإصلاحه منذ توليه زعامة الحزب في عام 2005؟ كارلسون قال: "نحن ثابتون على مبادئنا ولا نساوم بشأن هذه الأمور، فإذا كان هناك أي علامة على كراهية الأجانب والعنصرية، فإننا نقوم على الفور بطرد هؤلاء الأشخاص". وتقول جوليا كرونليد، السيدة الأعلى مرتبة في قيادة الحزب، إن وصمة العار تراجعت كثيرًا عما كانت عليه قبل عقد من الزمان حين كانت مجرد مؤيدة للحزب في ذلك الوقت. وتضيف: "عندما قررنا أنا وزوجي الانضمام إلى حزب SD، أصيب من حولنا بالصدمة، لكنهم الآن يقدرون ما قمت به، بل إن بعضهم يريد الانضمام للحزب." لكن سيسيليا بلاد، وهي سياسية مثقفة من الطبقة الوسطى، تشكو من أن الناشطين المحليين في الحزب ما زالوا يواجهون مشكلات مع أرباب عملهم.. وقالت: "آمل أن يتغير ذلك، لأنه إذا كان خمس المواطنين السويديين يساندنا، وربما حتى ربعهم، فإن الأمر لا يمكن أن يستمر على هذا الحال، ففي وقت ما يجب أن يتوقف ذلك الرفض." الجذور النازية ولعل السبب في ذلك، يرجع في جانب منه إلى أن العديد من الأعضاء عنصريون بشكل واضح. في الأسبوع الماضي، كشفت صحيفة "اكسبرسن" أن أحد السياسيين المحليين في حزب SD كان كتب عن ما أسماه ب"الطاعون اليهودي" على مجموعة فيس بوك مغلقة، ودخل في جدال مع آخرين بأن "هتلر لم يكن مخطئًا بشأن اليهود". يقول ديفيد باس، وهو روائي تابع هذا النقاش، إنه من الطبيعي أن ينشر نشطاء حزب SD مثل تلك التعليقات العنصرية في المنتديات المغلقة وعلى موقع التواصل الاجتماعي الروسي "فكونتاكتي" VK. ويضيف: "لديهم وجهان: فهم على صفحاتهم الشخصية بفيس بوك لا يكتبون هذه الأشياء، لكنهم على VK، يكتبون شيئًا مختلفًا تمامًا". كما كشفت صحيفة "اكسبرسن" بالاشتراك مع مجلة "اكسبو" المناهضة للتطرف، أن ما لا يقل عن ثمانية مرشحين حاليين في انتخابات حزب SD هم أعضاء سابقون في مجموعات النازيين الجدد، وأن أحدهم قد سدد بالفعل قيمة اشتراك عن عضوية واحدة في حركة المقاومة الشمالية في عام 2016. أندرياس أولوفسون، والذي يقوم بحملة لمساندة "ديمقراطيي السويد" في كليبان، والتي تبعد عن مدينة مالمو بنحو ساعة، كان قائدًا للفرع المحلي للجبهة الوطنية الاشتراكية النازية الجديدة (NSF) في أواخر التسعينيات.ويقول :لقد كان وقتًا حزينًا للغاية بالنسبة لي. كنت شابًا وغبيًا.. أنا الآن شخص مختلف تمامًا". لا تسامح مع العنصرية يزعم حزب SD أنه يدقق في جميع المرشحين، لكن ماضي أولوفسون هو أمر معروف في البلدة، فيما يتم التغاضي عن مثل هذه الأمور إلى حد كبير. يقول جوناثان ليمان، وهو باحث ميداني ساهم في التحقيقات، إن النتائج التي توصل إليها هي دليل على أن سياسة عدم التسامح المطلق مع العنصرية "ليست متجذرة في الحزب" متابعا: "إنهم يقضون المزيد من الوقت في إخبار أشخاص مثلك بأن لديهم هذه السياسة بدلًا من أن يتواصلوا مع أعضاء في الحزب ويتأكدوا من أنهم قد تعلموا تلك المبادئ واستوعبوها". بالعودة إلى مالمو، نشاهد ريكي لوينبورج، وهو أحد أنصار حزب SD، وقد بدا منفعلًا وهو يردد هتافات حماسية خلال خطاب أكيسون. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل