وعود المائة يوم ظهرت مجددا لكن هذه المرة في باكستان حيث وعد "نواز شريف" رئيس الوزراء الجديد بإجراء إصلاحات خلال تلك المدة في البلاد التي تعاني من تحديات أمنية واقتصادية. وبالاكتساح الذي حققه حزب الرابطة الإسلامية الذي يتزعمه شريف - 63 عاما - ، يتولى الحزب رئاسة الوزراء للمرة الثالثة بعد 14 عاما من الإطاحة به من خلال الانقلاب العسكري الذي أدى إلى نفيه من البلاد. ورغم عدم إعلان النتائج النهائية بعد، فإنه من المتوقع أن يحصد حزبه نحو 120 مقعدا من مقاعد البرلمان من أصل 272 ولكنه يحتاج إلى الحصول على 137 مقعدا لتأمين الأغلبية التي بدورها ستمكنه من تشكيل الحكومة الجديدة- حسب ما ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية. ومن أجل ذلك، أجرى شريف محادثات في منزله بلاهور مع حلفاء سياسيين ونواب مستقلين لضمهم إلى الحكومة المنتظرة. وبعد هذا الانتصار الديمقراطي الذي من المتوقع أن يكون له تأثير إيجابي على البلاد، تلقى شريف مكالمات تهنئة من قادة العالم سواء من الولاياتالمتحدة والهند وأفغانستان. وقال شريف إنه سيعمل على إجراء إصلاحات ملموسة خلال أول 100 يوم من تشكيله الحكومة، مؤكدا أن الأولوية للاقتصاد وإيجاد حلول فورية لأزمة الطاقة التي تشهدها باكستان. وأضاف أنه سيعقد اجتماع مع كبار رجال الأعمال في البلاد لوضع الخطط لإعطاء دفعة للوضع الاقتصادي المتأزم. كما يعمل على إصلاح العلاقات مع الهند. وسبق أن تولى شريف الحكومة مرتين بين عامي 1990 وحتى 1999 عندما أطاح به الجنرال برويز مشرف في انقلاب عسكري تولى بعده حكم البلاد. أما عن الخصوم السياسيين، يرى محللون أن "عمران خان" قد يصبح أقوى خصم سياسي لشريف، وزعيما للمعارضة في البرلمان الجديد بحزبه "حركة الإنصاف الباكستانية". وهنأ خان، لاعب الكريكيت السابق-60 عاما ، منافسه بالفوز وعبر عن سعادته بنسبة المشاركة العالية، لكنه قال إن حزبه يعتقد أن تزويرا قد حصل في الانتخابات وسيقدم شكوى بذلك. ويتوقع أن يحصل حزب خان على 35 مقعدا ليكون في المركز الثاني. وبتلك النتائج يكون حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيس الوزراء السابقة بيناظير بوتو في المركز الثالث. من جانبها، رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن الشعب الباكستاني يشعر وكأنه قام بثورة ضد الحكم العسكري ويأمل أن يجني ثمارها بعد عودة البلاد مرة أخرة إلى الحكم المدني. وأضافت أن شريف بحزبه المحافظ يسعى إلى تمهيد الطريق للإصلاح عبر إزالة جميع العقبات وعلى رأسها وضع حد للنزاعات مع الهند المستمرة منذ عقود والتركيز في المقابل على الاقتصاد. واعتبرت أنه على الرغم من كونه إسلاميا محافظا، إلا أن برنامج حزبه الانتخابي لاقى تأييدا كبيرا حتى بين التيارات اليسارية.