اهتمت الصحف العالمية الصادرة اليوم الاثنين بالشأن المصرى وتناولت العديد من القضايا التى كان من أبرزها المشاكل التى يعانيها جهاز الشرطة فى مصر. رصدت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" بعض المشاكل التى يعانيها جهاز الشرطة فى مصر بعد الثورة والذى كانت أساليبه السابقة سببا رئيسيا فى اندلاع ثورة يناير 2011، حيث أصبح يعانى أفراده ضياع هيبتهم السابقة، وهو ما أثر على معنوياتهم وخلق حالة الفراغ الأمنى التى تعانيها البلاد. قالت ال"بى بى سى" إنه لم يكن من قبيل المصادفة أن ثورة مصر بدأت يوم عيد الشرطة وتضمنت مطالب المحتجين الرئيسية كاستقالة وزير الداخلية السابق "حبيب العادلى" ووضع حد للانتهاكات التى كانت ترتكبها الشرطة، وكانت صفحة "كلنا خالد سعيد"، الشاب السكندرى الذى قتله رجال الشرطة، الأكثر تأثيرا فى نزول الناس إلى الشوارع. ومن جانب آخر، تطرقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى التصريحات التى نشرتها صحيفة "الوطن" المصرية للرئيس السابق حسنى مبارك، والتى تحدث فيها عن الصعوبات التى تواجه شريحة كبيرة من المصريين، خاصة محدودى الدخل وعدم حديثه عن محاكمته، ورأت أنها تظهر أن الرئيس مبارك ما زال يحمل هموم فقراء مصر التى تتحدث الإحصائيات عن تخطيهم حاجز ال40 % من إجمالى عدد السكان البالغ 85 مليونا. وقالت الصحيفة إن الرئيس مبارك فى أول تصريحاته لوسائل الإعلام منذ اعتقاله قبل أكثر من عامين، أبدى حزنه بسبب الأوضاع الصعبة التى تواجه الفقراء والاقتصاد المصرى، قائلا :"إننى حزين جدا على البسطاء ومحدودى الدخل والحالة التى وصلوا إليها". ورفض "مبارك" الحديث عن خليفته الرئيس محمد مرسى وتفضيله الحديث عن أوضاع الفقراء والقرض الذى يعتزم النظام الجديد الحصول عليه من صندوق النقد الدولى، والتبعات التى سوف يخلفها على الفقراء بقوله: إن ذلك سيجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للفقراء فى مصر، حيث يعيش أكثر من 40 % من السكان على أقل من 2 دولار فى اليوم تظهر أن مبارك ما زال يحمل هموم الفقراء ومشاكلهم. وأوضحت الصحيفة أن تصريحات مبارك ل"الوطن" واهتمامه بالفقراء تكشف سر الحنين الذى نما داخل البلاد لأيام مبارك وسط استمرار الاضطراب خلال العامين الماضيين، مشيرة إلى أن البلاد ابتليت بانفلات أمنى غير مسبوق ومواجهة دائمة بين الإخوان والمعارضة العلمانية التى أطلقت ثورة 2011، ولكنها فشلت فى تحقيق مكاسب سياسية منذ ذلك الحين. وفى السياق ذاته، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن المصريين صباح أمس الأحد استيقظوا على مفاجأة فجرتها صحيفة الوطن بنشرها حوار مع الرئيس المخلوع حسنى مبارك. ورأت الصحيفة أن الحوار ما هو إلا محاولة من الصحيفة التى تعادى الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين ليبدوا وكأنهما يتحالفان مع النظام السابق. هذا بالإضافة إلى اكتساب عطف الشارع المصرى ليظهر وكأنه يأسف على حال البلد بعد الثورة ويدفع الشارع المصرى إلى الترحم على أيامه. ومن جانبها، أشارت صحيفة "جارديان" البريطانية إلى أن مبيعات صحيفة الوطن ارتفعت بشكل غير مسبوق وعلى غير المعتاد بسبب حوار مبارك خاصة أن الحوار تخلله بعض التفاصيل الشيقة مثل تسلل الصحفى واختراقه الاحتياطات الأمنية المفروضة عليه حتى استطاع الوصول إلى الرئيس المخلوع وإجراء الحوار معه. ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "جلوبال أند ميل" الكندية إن قيام ممثل شاب بارتداء ملابس نسائية والسير فى الشارع لرصد التحرشات التى تتعرض لها المرأة المصرية فى الشارع والتى تزايدت بصورة كبيرة لدرجة دفعت الأممالمتحدة لإصدار تقرير يحذر من انتشارها، يظهر عدم صدق التقارير الصادرة من جماعة الإخوان، بشأن هذه المشكلة التى تزايدت بصورة وحشية خلال العامين الماضيين، وتسعى الجماعة لطمس حقيقتها. وأضافت الصحيفة أن تجربة الفنان وليد حماد، بارتداء ملابس نسائية مرة بحجاب وأخرى من غير حجاب ونزوله لشوارع وسط البلد فى محاولة لرصد ما تتعرض له السيدات من تحرش، وهل الحجاب يمنع التحرش أم لا، تظهر سعى الجماعة لإخفاء حقيقة وقائع التحرش المتزايدة التى تشهدها مصر حاليا. بينما حذرت صحيفة "تليجراف" البريطانية من التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز فى الخليج العربى ردا على المناورات البحرية التى تقودها بريطانيا لمكافحة الألغام، مؤكدة أن ذلك من شأنه أن يكون بمثابة ضربة للاقتصاد العالمى. وذكرت الصحيفة أن أسطولا مكونا من 34 سفينة انطلق اليوم الاثنين لمكافحة التهديدات الإيرانية لإغلاق مضيق هرمز الذى تحمل عبره الناقلات حوالى أربعين فى المائة من النفط العالمى. وأشارت الصحيفة إلى الائتلاف الذى تقوده بريطانيا ويضم 41 دولة لكشف وإزالة الألغام لضمان بقاء الممر الملاحى العالمى الأكثر أهمية فى العالم مفتوح، وجاءت هذه الخطوة نتيجة التحذيرات الإيرانية بغلق مضيق هرمز إذا تعرضت لهجوم من أمريكا أو إسرائيل بسبب برنامجها النووى وردا على العقوبات الاقتصادية. وأوضحت الصحيفة أنه فى حالة اتخاذ الجانب الإيرانى هذه الخطوة ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمى الهش وستؤدى هذه العواقب إلى ارتفاع أسعار النفط وتصبح ضربة كبيرة للاقتصاد العالمى.
