البابا تواضروس يصل مكتبة الإسكندرية لحضور احتفالية مدارس الأحد افتتح الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية اليوم المعرض الدولى المتنقل للفنون الصينية التقليدية بعنوان "الثقافة عبر القديم والحديث - معرض التراث اللامادي في الحياة اليومية في شنغجاى" بمكتبة الإسكندرية والذي من المقرر له أن يستمر حتى يوم 27 أغسطس الجاري والذي يعتبر ضمن سلسلة فعاليات التبادل الثقافي بين الإسكندرية وشانغجاى وكشف المعرض التراث الثقافي غير المادي في شنغجاى بشكل مكثف للمرة الأولى في مصر. وأعرب المحافظ عن فخره واعتزازه بإقامة مثل هذا المعرض الثقافي الهام بمكتبة الإسكندرية منارة العلم وعلى أرض الإسكندرية ملتقى الحضارات والثقافات، ثم قدم الشكر الجزيل ل خو مو تشينج رئيس متحف مجموعة شنغهاي للفنون والوفد المرافق له على المجهود المبذول لتنظيم هذا المعرض الرائع. وأكد سلطان أن مصر والصين هما أقدم حضارتين في العالم وهما دولتان معروفتان بعلاقاتهما الثنائية القديمة التي تتميز بالقوة والعمق حيث ارتبطت مصر والصين بعلاقات تاريخية وثقافية وتجارية وإنسانية لم تتأثر على مر العصور بالظروف التي اجتاحت العالم، لهذا فإن اختيار الصين لمدينة الإسكندرية كمحطة أولى المعرض الدولي المتنقل للفنون الصينية التقليدية ليس بموقف غريب على الصين وان دل على شيء فإنه يدل على قوة ومتانة العلاقات بينهما. وأشار المحافظ أن هذا المعرض هو سلسلة لفعاليات التبادل الثقافي التابع لمبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني والتي تلقى ترحيبا كبيرا بين دول العالم وقد لعبت الإسكندرية دورا إستراتيجيا هاما في التاريخ بوصفها ميناء هام في طريق الحرير القديم، كما يأتي هذا المعرض أيضا في إطار ثمرة اتفاقية التعاون المبرم بين مدينتى الإسكندرية وشنغجاي والاحتفال بمرور أكثر من 25 عاما على تلك الاتفاقية. ولفت سلطان إلى أن الثقافة هي عنصر إنساني لا غنى عنه بين الشعوب المختلفة فقد خلقنا مختلفون وهذا التنوع والاختلاف يدل على الثراء وبالتالي تنوع الثقافة. وهذا المعرض يسمح للجمهور بالتعرف على الحياة اليومية لسكان مدينة شنغهاي وبالتالي فهم طبيعتهم الخاصة حيث تعمل الثقافة على التقريب بين الشعوب، مشيرا إلى أن التراث اللامادي يشمل التقاليد التاريخية والثقافية القديمة والبارزة وبالتالي فهو مصدر هام للمعلومات الثقافية ويعكس جانب هام من الحياة الصينية وهي حياة مدينة شنغهاي الفريدة. وأوضح المحافظ أن هذا المعرض يضم أكثر من 120 عملا فنيا وحرفيا قدمتها مختلف الجهات المعنية بحماية التراث الثقافي اللامادي كما يضم أيضا معروضات ورسومات للفلاحين وفن التطريز على الكشمير والحرير بأسلوب شنغجاي وحرفة تصنيع الأعمال الذهبية والفضية وغيرها من كنوز التي لا تقدر بثمن، مشيرا إلى أن تنظيم مثل هذا المعرض يتطلب جهدا ووقتا طويلا وقد قام به فريق عمل متميز. يذكر أن اللجنة المنظمة للمعرض اختارت الكثير من الأعمال الفنية والحرفية تمثل مختلف الجهات المعنية بحماية التراث الثقافي غير المادي في شنغهاي، وعدد المعروضات أكثر من 130 قطعة رسم الفالحين في منطقة جين شيان في شنغهاي والتطريز الكشميري بأسلوب شنغهاي والحرير بأسلوب شنغهاي وأزياء الصينية ونحت أحجار اليشم بأسلوب شنغهاي ونحت الخيزران في منطقة جيا دينغ وحرفة تصنيع األعمال الذهبية والفضية وغيرها، والمعرض ينقسم إلى أربعة أجزاء؛ في الجزء الأول يعرض أكثر من 20 لوحة من فنانين فلاحين في منطقة جين شيان، حيث يعتبر رسم الفلاحين واحدًا من الفنون التقليدية الشعبية في منطقة جنوب نهر اليانجتسي، ويتميز بالمواضيع المتنوعة والأفكار الرائعة والألوان الجميلة، ففي عام 2007، سجل في قائمة التراث الثقافي غير المادي في شنجهاي. وتمثل المعروضات في الجزء الثاني أعلى مستوى في تصميم أزياء الشخصيات المسرحية وفن الحرير في شنجهاي؛ حيث كانت منتجات الحرير المتنوعة والأزياء الصينية الجميلة تحظى بإعجاب شعوب البلاد المختلفة خلال طريق الحرير القديم، وفي الوقت الحالي، تتمتع بالنشاط والحيوية الجديدة أيضا، أما أعمال التطريز الكشميري بأسلوب شنغهاي، فلها تاريخ يعود لأكثر من مائة عام، وقد سجل في قائمة التراث غير المادي الصيني مؤخرًا، ويسُمي بالرسم الزيتي الشرقي. وفي الجزء الثالث يبلغ عدد الأعمال الحرفية التقليدية البديعة أكثر من 50 قطعة، تضم الطباعة الخشبية، وحفر الخشب، ومشغولات حجر اليشم "الجاد"، والخزف، والأعمال الزجاجية والذهبية والفضية والنحاسية وإلخ. وتقدم مجموعة دويونشوان بشنغهاي في الجزء الرابع هناك عدة آلات موسيقية صينية، منها قوتشين وهو مصنوع من خشب التنوب، وتشنغ السيدة الجميلة، وبيبا رقص ألف ارشة وإلخ، حيث إن هذه الآلات التقليدية تمثل الحب للموسيقى في الحضارة الصينية، وستبرز اللمحة الفنية بصورة جديد لكل المشاهدين.