حكمت أسرة محمد على مصر طيلة 147 عاما بعد أن تولى حكم مصر فى 13 مايو 1805 وانتهى حكمها بخروج فاروق من مصر عام 1952. ولد محمد على فى بلدة قولة التابعة لولاية مقدونيا العثمانية عام 1769، نشأ فى أسرة بسيطة لأب يعمل بالشرطة وأم رأت فى منامها أن ابنها سيصعد طريقا وعرا بفرس من الفضة ليعتلى كرسيا من الذهب، التحق بالشرطة وتزوج بأمينة على أغا، عمل قائدا للفرقة الألبانية التى حضرت إلى مصر للمشاركة فى طرد الفرنسيين وإخراجهم من مصر. ويحكى المؤرخ عبدالرحمن الجبرتى كيف وصل إلى حكم مصر فيقول: فى يوم 13 مايو 1805 اجتمع زعماء الشعب وشيوخه فى بيت القاضى بعد أن فرضوا على الوالى العثمانى عزل الباشا التركى المستبد، واتفقوا على ذهاب محمد على الرجل الودود إليهم الذين لمسوا فيه الشجاعة والقوة، وركب الجميع وذهبوا إليه السيد عمر مكرم نقيب الأشراف والشيخ حجاج الخضرى والشيخ الشرقاوى وبعض العامة. وقالوا له: إننا لا نريد هذا الباشا العثمانى حاكما علينا ولابد من عزله من الولاية.. سألهم محمد على ومن تريدونه يكون واليا؟ قالوا: لا نرضى إلا بك وتكون واليا علينا بشروطنا لما نتوسمه فيك من عدالة وحب الخير. وافق محمد على وألبسه عمر مكرم والشيخ الشرقاوى الكرك والقفطان وأعلن ذلك فى المدينة، وبذلك نجح المصريون لأول مرة فى تاريخهم فى اختيار الحاكم الذى يتولى شئونهم، وذلك بعد أربع سنوات يتودد إليهم ويتقرب منهم. انفرد محمد على بالحكم وتخلص من كل الزعماء وسكن القلعة بعد أن تخلص من المماليك بتدبير مذبحة القلعة التى ذبح فيها عشرات المماليك من أعدائه وتفرغ لتنفيذ مشروعه الطموح فى الاستقلال بمصر عن الدولة العثمانية، وسعى إلى تكوين جيش قوى وصناعة حربية تدعم هذا الجيش وتطوير الزراعة لتوفير موارد مالية لتحقيق أحلامه، وكان الثمن بالنسبة للشعب المصرى سخرة وقهرا. واستغلال.