عبده الحامولى.. وصفه المؤرخون الموسيقيون بسيد المطربين ومجدد الموسيقى العربية فى القرن التاسع عشر، فقد غنى مزيجاً من الغناء المصرى، والغناء التركى الذي كان سائداً في تلك الفترة الزمنية. ولد الفنان والمطرب المصرى عبده الحامولى في السنوات العشر الأخيرة من عهد محمد على باشا الكبير، ولا يمكن تحديد تاريخ مولده تحديداً دقيقاً، ولكن الأديب الشيخ عبدالعزيز البشرى، عاش أواخر عصر الحامولى، أشار إلى أن الحامولى قد ولد في السنة التى عاد فيها إبراهيم باشا نجل محمد على باشا الكبير من الشام بعد وقف زحف الجيش المصرى بقيادته على إسطنبول، عاصمة الخلافة العثمانية حينذاك.. ومعنى ذلك أن عبده الحامولى ولد سنة 1840 أو بعدها بقليل وربما قبلها بأشهر قلائل. وفي طنطا عاصمة الغربية نشأ عبده الحامولى محباً للغناء وكان يسمع كبار المقرئين في مسجد السيد البدوي، وشهد ليالي مولد البدوي التى تقام شهراً كل عام حول مسجده ، ويؤمها أعظم المنشدين والمطربين العازفين، ومنهم الشيخان محمد شعبان ومحمد المقدم اللذان كانا أول من التفت، من كبار المطربين إلى صوت عبده الحامولى في حلقات الإنشاد، فعرفا قدره وتوقعا له نجاحاً عظيماً. وفي مقهى الشيخ شعبان أو (المعلم شعبان) في حي الأزبكية الشهير في قاهرة التاسع عشر، سمع القاهريون صوت عبده الحامولى وآثروه على جميع المطربين، والتفوا حوله ، وأعلنوا عنه في كل مكان حتى وصلت شهرته إلى قصر عابدين، مقر الخديوي إسماعيل باشا، فطلبه الخديوي وصار مطربه ونديمه، وغمره بعطاياه، حتى صارت لعبده الحامولى مكانة خاصة في المجتمع المصري فى تلك الأيام، على الرغم مما كان يعانيه مطربو ذلك العصر من استخفاف مجتمع الأرستقراطيين بأقدارهم وازدرائه لعملهم!.. لم يعش عبده الحامولى طويلاً، ففى 12 مايو رحل سيد المطربين عن عالمنا سنة 1901 وهو في نحو التاسعة والخمسين من عمره بعدما لحقته الأمراض. عاصر الحامولى اثنين من أعظم الملحنين المجددين للغناء العربي، هما الشيخ محمد عبدالرحمن المسلوب الذى توفى سنة 1928.. ومحمد أفندى عثمان الذى رحل سنة 1900.. واستفاد من زميليه الكبيرين هذين أعظم الفوائد في فنه الغنائي ونسج على منوالهما في التلحين، وغنى ألحانهما الرائعة.. وكان الحامولي في عصره صاحب أجمل الأصوات وأقواها وأكملها قراراً وجواباً. ظهرت ألحان وأغاني عبده الحامولي للوجود مرة أخرى بعد وفاته بنحو سبعين عاما عن طريق فرقة الموسيقى العربية التي أنشأها في القاهرة عبد الحليم نويرة عام 1967 وطبعت تلك الألحان على أسطوانات من جديد، ولاقت قبولا كبيرا.