تحولت "نواقص" الأدوية، إلى مسلسل متعدد الحلقات، وأزمة متجددة مع كل وزراء الصحة المتعاقبين، بعدما عجزوا عن توفير أبسط حقوق المواطنين، في دواء آمن، متوفر في كل الأوقات. ورغم النقص المستمر في عشرات الأصناف الدوائية، وفي مقدمتها أدوية حساسية العين، والأمراض الصدرية، والكبد والقلب، إلا أن غرفة صناعة الأدوية باتحاد الصناعات، فاجأت المريض المصري، بطلبها تحريك أسعار بعد الأصناف، بحجة الحفاظ على استمرار الشركات الوطنية، التي تتكبد خسائر فادحة، نتيجة مسئوليتها الوطنية والاجتماعية. في البداية، قال الدكتور يوسف طلعت، المتحدث الرسمى لقطاع الصيدلة بوزارة الصحة، إن خطة الوزارة تضمنت حصر الأصناف الناقصة من السوق، سواء كانت محلية أو عالمية، وتحديد أسباب اختفائها، مشيرا إلى أن نقص بعض المواد الفعالة يتم التغلب عليه من خلال توفير مواد خام أخرى بديلة، مع إنهاء إجراءات استيرادها، حتى يتثنى لشركات الأدوية سرعة تصنيع النواقص. وأوضح أنه تم تشكيل لجنة من أساتذة كلية الطب والصيدلة، بجانب أساتذة التجارة، لدراسة الأصناف الخاسرة، بالإضافة إلى مطالب بعض الشركات بتحريك أسعار منتجاتها، بما يحقق ضمان استمرارية إنتاجها، مع مراعاة أن يكون السعر بعد التحريك أقل من مثيلاته فى السوق. وأضاف أن خطة الوزارة تضمنت أيضا حصر الأدوية الأساسية وتسجيلها للشركات، فضلا عن سرعة إنهاء الاشتراكات الصحية فى خطوط الإنتاج المغلقة، لضمان استمرارية إنتاج الأدوية الناقصة. وأشار إلى أن الوزارة تعمل فى محورين، الأول القضاء على الأسباب الحقيقية لنقص الأدوية وإنهاء الأزمة، والمحور الثاني على المدى البعيد، بمعالجة أسباب النقص، حتى يتم تجنبها مرة أخرى. من جانبه، نفي الدكتور مكرم مهنى، رئيس غرفة صناعة الأدوية باتحاد الصناعات، تهديد شركات الأدوية بوقف الإنتاج، مشيرا إلى أنها تواجه موقفا صعبا بسبب أزمة تصدير العملة الصعبة من البنوك، مما يدفعها لشرائها من السوق السوداء. وأشار إلى أن الفرق في الأسعار بين عام 2012 و2013، كبير جداً، حسب تعبيره، متسائلاً: "من يتحمل مسئولية هذا الفرق؟". وطالب بضرورة تصدير العملة الصعبة، فضلا عن تحريك أسعار الأدوية لتعويض خسارة الشركات، ووضع نظام جيد للتسعير، للقضاء على نواقص الأدوية الموجودة بالسوق المصرية. وعن نواقص الأدوية، قال أحمد عبد القادر، صيدلى، إن هناك حقنا مهمة، وهى "صوديوم بيكربونات "التى تضبط حموضة الدم، ورغم رخص سعرها، وتباع بجنيه واحد فقط، إلا أنها غير متوافرة، بالإضافة إلى دواء "فيبيتكم" الذى يعمل على تنشيط الكبد لدى الأطفال، وأيضاً حقن منشطات التبويض "كوريمون "وبعض الهرمونات منها "برجنيل" و"الريتالين"، وعقار "ون ألفا" لهشاشة العظام. يذكر أن بعض الأدوية التى ارتفع ثمنها منها "الريفو" الذى ظل سنوات طويلة بخمسين قرشا، يباع الآن ب 75 قرشا، و"الأنتوسيد" أقراص، من جنيهين إلى 4 جنيهات، و"السنتربتوكين" من جنيهين إلى 4 جنيهات للشريط.