ألقت حملة "فيتو" ضد تجاوزات مجلس أمناء مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، حجرا حرك المياه الراكدة داخل المستشفى الذي تأسس لعلاج مئات الأطفال، الذين ابتلاهم الله بالمرض اللعين، قبل أن تنحرف إدارة المستشفى عن المسار الصحيح، وتخصص ملايين الجنيهات من أموال التبرعات لإنفاقها على مشروعات إنتاج فنى وصرف صحي!، بالمخالفة للوائح والقوانين المنظمة لعمل المستشفى.. ومنذ اللحظة الأولى للحملة، تسابق كثيرون ممن اضطرتهم الظروف إلى التعامل مع 57357، إلى كشف العديد من المخالفات والتجاوزات داخل أروقة المستشفى، ومن بينهم أم بورسعيدية ابتلى الله نجلها بالمرض، وظل يتعالج منه فترة وصلت إلى ثلاث سنوات إلى أن. «"حرمونى من ابنى محمد ومات بالبطىء"، كلمات صريحة عبرت بها والدة الطفل المتوفى محمد مصطفى عوض، مريض السرطان، عن الحالة التي سيطرت عليها في رحلة علاج نجلها داخل مستشفى «57357»، وكشفت المستور داخل أروقة المستشفي، ورصدت وهم التبرعات والأموال التي تتلقاها المستشفى بالمستندات. ووصفت الأم المكلومة حملة "فيتو"، للحديث عن ممارسات إدارة مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، برصاصة الرحمة التي أطفأت نار قلبها، وأعادت جزءا من حق طفلها الراحل قائلة:«أخيرًا هجيب حق ابنى وهينام مرتاح في قبره». رحلة عذاب الأم البورسعيدية مع مرض ابنها وعلاقتها بمستشفى 57357 بدأت عام 2011، حين اكتشف الأطباء إصابة صغيرها بلوكيميا الدم، لتبدأ بعدها مسيرة طويلة من المدينة الباسلة إلى 57357 لتلقى جلسات الكيماوي، والاصطدام بالواقع المرير داخل المستشفى، بداية من عدم وجود أسرة، ووهم العلاج المجاني، ونهاية بأخذ مبالغ مالية دون وجه حق.. تقول «أم محمد»: «كنت بسافر كل ثلاثة أيام من بورسعيد للمستشفى عشان يتعاجل وياخد الكيماوي، وكنت بتبهدل من الانتظار عشان مفيش سراير تستقبلنا، ومكنش عندى مشكلة بس كان نفسى يتعالج، لكن وقفوا علاجه ومات». بعد فترة من تلقى الكيماوي، بدأ الطفل الصغير يستجيب للعلاج، ووفقا لكلام الأطباء شفى تماما من المرض، لكن الدكتور المختص بمتابعة الحالة اكتشف عودة المرض من جديد، وعن ذلك تقول الأم: "رحلة علاج الكيماوى انتهت بالتمكن من المرض وشفاء ابني، لكن الدكتور المختص بحالته طالب بإجراء عملية «زرع نخاع» بعد عودة المرض مجددًا، وأخبرنا أن العملية تتكلف 75 ألف جنيه «وقتها»، بعدها بدأنا رحلة طويلة لاستخراج بعض الأوراق للحصول على المبلغ من التأمين الصحي، بناء على البروتوكول القائم بين المستشفى والتأمين". وكشفت أم محمد القصة الكاملة لوفاة نجلها، بسبب رفض المستشفى إجراء العملية قبل الحصول على شيك بالمبلغ المطلوب، قائلة :«ابنى كان بيموت كل يوم لأن علاج الكيماوى تم وقفه، والدكتور المختص قاللى خلاص مش هينفع معاه كيماوى تانى ولازم «نزرع نخاع»، وبعد إجراء التحاليل للأسرة لرؤية التوافق، كانت أخته الصغيرة المتوافقة معه واستقر الدكتور عليها، وبعد طلبى إجراء العملية لابنى لإنقاذه من الموت، وحجزه وتقديم الشيك بعد شهرين بناء على الإجراءات بين المستشفى والتأمين كانت الصدمة برفض إجراء العملية». المفاجأة الأكبر التي فجرتها والدة الطفل المتوفي، أنها قدمت الشيك في آخر لحظة لإدارة حسابات المستشفي، وحصلت على ورقة باستلامهم الشيك لإجراء العملية، لكن كان قرار الطبيب المعالج للطفل صادمًا لها : «دخلت للدكتور وأنا فرحانة بقوله أنا سلمت الشيك وابنى هيعمل العملية الحمدالله، لكنه طلب من الممرضة خروج الطفل لغرفة الألعاب لإبلاغى بعدم تمكنهم من إجراء نجلى للعملية لتمكن المرض من المخ ووفاته خلال شهر على الأكثر». وأضافت:" لم يكن أمامى سوى العودة إلى حسابات المستشفى لاسترجاع الشيك، خصوصا أن ابنى لن يتمكن من إجراء عملية زرع النخاع، لكن رد مسئول الحسابات كان صادما لى لأنه قال بالحرف :«انتى جايبه حاجة من جيبك، ولو اتكلمتى ابنك فاضله شهرين في الدنيا وهنمنع عنه صفائح الدم وشوفى هياخدها منين»، وقتها ما قدرتش أرد، وكان كل همى أن ابنى ياخد الدم اللى محتاجه عشان المناعة تفضل موجودة ويقدر يقاوم الخلايا السرطانية".