قيادات «الإنقاذ» يخسرون أرضيتهم.. وصباحى «خارج الحسابات» من جديد تعود الولاياتالمتحدةالأمريكية لدعم حكم جماعة الإخوان فى مصر، لكن هذه المرة الدعم الأمريكى متوقع أن يصل لأقصى مدى من الممكن تخيله. وقد جاء هذا الدعم نتيجة لتقرير سرى أعدته السفارة الأمريكية بالقاهرة عن "عام حكم الإخوان لمصر".. وهو تقرير استباقى، خاصة وأن الرئيس محمد مرسى لم يكمل عامه الأول فى الحكم بعد. ووفقًا للمعلومات التى حصلت عليها "فيتو" فإن السفارة الأمريكية أعدت تقريرًا فى غاية السرية والخطورة عن أحوال مصر والخلافات المشتعلة بين مختلف القوى السياسية، ورفعته للبيت الأبيض بناءً على طلب من "توم دونيلون"؛ مستشار الرئيس الأمريكى للأمن القومى. وأكدت المعلومات أن مستشار الأمن القومى الأمريكى طلب من "آن باترسون"؛ السفيرة الأمريكية بالقاهرة، إعداد تقرير شامل وتفصيلى عن الأوضاع فى مصر، ومدى تحمل المصريين لانقلاب عسكرى ضد الإخوان. وأشارت المصادر إلى أن التقرير الذى استلمه مكتب الرئيس أوباما الأسبوع الماضى بعدما اطلع عليه "توم دونيلون"؛ مستشار أوباما للأمن القومى، شكك فى إمكانية ارتياح المصريين لأى انقلاب عسكرى على حكم الرئيس مرسى وجماعة الإخوان. وأكدت المصادر أن التقرير الذى أصرت السفيرة الأمريكية بالقاهرة على أن تتابع مراحل إعداده بدقة متناهية شدد على أنه ليس من مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية أن يصعد الجنرالات للحكم؛ لأنهم خارج السيطرة- بحسب وصف المذكرة. وخلص التقرير إلى أن صعود الجيش لسدة الحكم فى مصر والإطاحة بمرسى قد يسبب خطرًا على الأمن القومى الأمريكى. وشككت "باترسون" فى تقريرها فى ضمان ولاء "جنرالات الجيش" للولايات المتحدة أو إمكانية التحالف معهم، معللة ذلك بالصورة السلبية لدى جنرالات الجيش عن أمريكا، وهى الصورة التى عززها تخلى "واشنطن" عن الجنرالين المشير محمد حسين طنطاوى؛ وزير الدفاع السابق، والفريق سامى عنان؛ رئيس الأركان السابق. وأشار التقرير إلى أنه لا بديل أمام الإدارة الأمريكية سوى زيادة دعم الإخوان؛ لأنهم الحل الأمثل إذا أرادت أمريكا أن تضمن لنفسها حليفًا قويًّا فى مصر ينفذ ما تريده فى المنطقة، ويضمن لها عدم المساس بأمن إسرائيل. واستبعد التقرير الأمريكى إمكانية حدوث انقلاب ضد حكم الإخوان فى مصر، خاصة إذا ما قدمت إدارة أوباما الدعم المالى واللوجيستى للرئيس مرسى، وساهمت فى تثبيت أقدامه على كرسى الحكم. وتطرق التقرير لما أوردته تقارير من المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز الأمن القومى فى البيت الأبيض بخصوص أن الإخوان باتوا أضعف من ذى قبل، وأن على الولاياتالمتحدة أن تبحث عن حليف آخر غير الجماعة، وأشار التقرير إلى أن هذه التقارير أعدت عن بُعد، ولم تأخذ فى اعتبارها كره الشارع المصرى لبعض رموز العمل السياسى، وعلى رأسهم زعماء جبهة الإنقاذ وبعض التيارات الأخرى التى تعمل فى الساحة. وأشار تقرير "باترسون" إلى أن الشخص الوحيد الذى بدأ فى صناعة أرضية جيدة لنفسه فى مختلف الأوساط هو "حمدين صباحى"، إلا أنه رغم أرضيته هذه لا يصلح لأن يكون حليفًا لواشنطن، ولا يمكن للإدارة الأمريكية أن تعتبره بديلًا جيدًا لمرسى، خاصة وأن "صباحى" يكتسب أرضيته من إعلانه صراحة كراهيته للسياسات والتوجهات الأمريكية فى مصر والمنطقة، ومعارضته لها على طول الخط، وما إذا رأت إدارة البيت الأبيض التحالف معه، فإن هذا التحالف سيكون ذا نتائج سلبية، وسيضر ضررًا بالغًا بالسياسات الأمريكية فى المنطقة. وأوصت "باترسون" فى تقريرها بضرورة العمل مع شخصيات ذات وزن فى الشارع المصرى، ويمكن الاعتماد عليها فى بعض الأشياء، مشيرة إلى الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وبعض قادة التيار السلفى من المقربين لجماعة الإخوان المسلمين. ورأت "باترسون" فى تقريرها أنه لا بد من العمل على إضعاف معارضى الرئيس مرسى، والعمل على الضغط على مؤيديهم وداعميهم داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية للتوقف عن هذا الدعم، حتى تستقر الأمور لمرسى والإخوان. وأشارت "باترسون" إلى أن حكم مرسى والإخوان واجه مشهدًا سياسيًّا صعبًا عند توليه السلطة فى ظل وجود مجلس عسكرى لم يكن راضيًا عن صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم، ووسط معارضة عنيدة وغير واقعية ودولة تشهد ركودًا أمنيًّا واقتصاديًّا. وأكد التقرير أنه على الرغم مما تعيشه مصر من اضطرابات داخلية يرى البعض أنها تهدد مسيرة الإخوان فى الحكم، إلا أن إدارة الرئيس مرسى وجماعة الإخوان تبدى مرونة دائمة فى التعامل مع القضايا التى تهتم بها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتابع التقرير: إن تصرفات معارضى الإخوان ومرسى فى مصر هى التى أسفرت عن تفاقم الأوضاع وانفجار الأزمة، وأنه لولا الدعم الخارجى لهؤلاء لما حدثت هذه الأزمات، ولسارت الأمور وفقًا لا تريده واشنطن.