قال مصدر أمنى رفيع المستوى فى تصريحات خاصة ل«فيتو» إن الكثير من السفارات الأجنبية فى مصر بها عناصر استخباراتية تعمل تحت غطاء دبلوماسى، لافتا إلى أن عدد تلك السفارات يصل إلى 130 سفارة أجنبية وعربية بينهم نحو15 سفارة من تلك السفارات تابعة لدول صغيرة لا تهتم بالتجسس . واشار الى أن سفارات الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وإيران وإسرائيل وقطر والإمارات العربية وروسيا والمملكة المتحدة البريطانية من أبرز السفارات التى تهتم بالتجسس على الشأن المصرى، وهم يعملون تحت غطاء سياسى. ولفت إلى أن تلك السفارات وغيرها تنقل بعض تقاريرها المهمة لدولها عبر حقائب دبلوماسية لضمان عدم الكشف عن تلك التقارير، وأن أجهزة الاستخبارات الأجنبية التى تعمل فى مصر تتابع كل ما ينشر فى الصحف والتظاهرات والإضرابات العمالية وتهتم بمتابعة قناة السويس والسد العالى، وترصد كل ما يحدث على الحدود مع فلسطين وإسرائيل وليبيا، وأن تلك الأجهزة وخاصة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية لديهم معلومات دقيقة عن أماكن وجود أعضاء التيار السلفى الجهادى والخلايا النائمة للقاعدة بشبه جزيرة سيناء، علاوة على رصدها الأحداث التى تجرى على الأنفاق. وأكد المصدر نجاح الأجهزة الأمنية المصرية فى ضبط شبكة تجسس أعضاؤها من مصر وفلسطين تعمل لحساب إسرائيل، وهى الواقعة التى كشفتها الصدفة البحتة، وأضاف أن الأجهزة المخابراتية التى تعمل على الأراضى المصرية يعمل معها مواطنون مصريون وفلسطينيون وأشخاص من جنسيات أخرى، لافتا الى أن هناك مراقبة لجموع الخبراء الأجانب بمصر بلا استثناء. وأشار الى أن تلك الأجهزة تحتفظ بتقاريرها المصورة لاستخدامها ضد مصر والنظام فى حالة ما اذا تضاربت مصالح الدولتين، مؤكدا أن هناك مبادئ وتقاليد بين أجهزة المخابرات مفاداها أن تعمل تلك الاجهw زة فى صمت وسرية تامة، وأن جهاز المخابرات المصرية يكتشف ضابط المخابرات الذى يعمل على الأراضى المصرية فى غضون ثلاثة أشهر، بعد التأكد من براهين تفيد تجسسه لصالح دولة أجنبية، ومن ثم تعمل معظم السفارات التى تهتم بالشأن المصرى وشأن دول الشرق الأوسط على إخفاء ضباط المخابرات أحيانا فى ثوب دبلوماسى أو يتم تغييره بضابط آخر حال اكتشافه من قبل جهاز المخابرات المصرى. ولفت المصدر إلى أن أى معلومة تخص الشارع المصرى تهم أجهزة المخابرات، حتى لو كانت عن أزمة فى الخبز، إذ تسعى تلك الأجهزة بتوثيق تلك المعلومات من خلال تصويرها بأجهزة تصوير ذات تقنية عالية لا يعرفها المواطن العادى، ولا حتى ضابط الشرطة الذى لا يعمل فى جهاز المخابرات. وأضاف أن كل الأجهزة الاستخباراتية التى لها تواجد فى مصر- من خلال سفاراتها -وأبرزها جهاز «سى اى ايه» والموساد وجهاز المخابرات الألمانية والمخابرات الإيرانية لديها ملفات مهمة عن مصر قد تستغلها ضد النظام الحاكم فى حالة ما إذا حدث صدام بين تلك الدول وبين مصر، لاستخدامها لهدم النظام وتشويهه أمام الرأى العام المصرى، لافتا إلى أن مصر خلال الفترة الماضية التى أعقبت ثورة 25 يناير 2011 كانت فى حالة سيولة أمنية وسياسية، ومن ثم كانت البيئة خصبة لعمل أجهزة المخابرات فى مختلف المجالات وأهمها الأمنية والسياسية والاقتصادية ومجال الطاقة الذرية أيضا. اللواء ثروت جودة -وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، خبير الأمن القومى- أكد ما قاله المصدر الأمنى رفيع المستوى، وأضاف ان الأجهزة الاستخباراتية الموجودة فى مصر استغلت مناخ الانفلات الأمنى فى الحصول على كم هائل من المعلومات التى قد تضر بالامن القومى المصرى، لافتا إلى أن أى دولة لها مصالح مع مصر والشرق الأوسط لابد أن يتوافر لديها بعض المعلومات المهمة عن مصر، وتقوم بتحليل المعلومات وتستخدمها فى الوقت المناسب، وبالتالى هذا الكم الكبير من المعلومات الذى توافر فى الشارع المصرى عقب الثورة يمثل صيدا ثمينا لأجهزة المخابرات، وتلك الأجهزة كان لديها كم كبير من حرية الحركة والعمل على الأراضى المصرية للحصول على أى معلومات متوافرة ، وتكون هذه المعلومات على مستوى مرتفع من الاهتمام أيا كانت هذه المعلومة «سيادية او أمنية او اجتماعية او اقتصادية»، وتستفيد منها أجهزة المخابرات فى الكم التراكمى منها واستغلالها فى الوقت المناسب.