سيل من الانتقادات والسخرية والتنظير الذي لا ينتهي، بدأ مع ظهور الملامح النهائية لتفاصيل بعثة المنتخب المصري المقرر مشاركتها في مونديال روسيا 2018. وسائل التواصل الاجتماعي اجتمعت على ترك المنتخب وأدائه مع كوبر وركزت مع تفاصيل تتعلق ببدلات اللاعبين وأحذيتهم خلال السفر إلى روسيا أمس، وتصميم الطائرة والأتوبيس الخاص بالمنتخب، ورغم أن المظهر العام لكل تلك الأمور لم يكن على مستوى طموحات الجماهير لكن أكثر ما لفت الأنظار هو إخفاقنا الدائم في اختيار الرمز الذي يعبر عنا في أغلب المحافل الرياضية التي نظمناها أو شاركنا فيها. الشركة الراعية للمنتخب بالاتفاق مع اتحاد الكرة اختارت أن تذهب إلى شيء جديد، وقررت تصميم "تميمة" خاصة بمنتخب مصر بمناسبة المشاركة في كأس العالم بعد غياب 28 سنة، استغلالا للحدث العالمي الذي لا اهتمام للمصريين سواه. تمساح أم برص!!: تصميم التميمة التي ظهرت للعلن فجأة جاء نمطيا ومكررا، باستخدام حيوان التمساح في جسد إنسان يلعب كرة القدم ويحمل ملامح تجمع بين التمساح وزواحف أخرى منها "البرص"، وهو ما تم استخدامه سابقا في كأس أمم أفريقيا 2006 التي نظمتها مصر، فاتخذ التمساح الذي يرتدي تاج الملك مينا "تاج التوحيد"، شعارا للبطولة وأطلق عليه كروكوديل، وأطلق الاسم على الأغنية الرسمية للبطولة التي غناها الفنان هشام عباس. تصميم كروكوديل ظهر فقيرا وغير معبر عن مصر بشكل كبير خاصة أن هناك رموزا أخرى من الطبيعة ترتبط بمصر وتاريخها الفرعوني كالنسر والقط والكلب الحارس ذي اللونين الأسود والذهبي المشهور بظهوره في المقابر الفرعونية، لكن رغم ذلك ذهب منظمو البطولة إلى التمساح المرتبط بدول حوض النيل بشكل عام وليس مصر بشكل خاص، وانتهى بهم الحال بتصميم يجمع بين شكل التمساح والبرص بجسد عار وتاج على الرأس عكس أغلب التمائم التي يتم تصميمها للبطولات الكبرى كروية كانت أو ألعاب أوليمبية والتي ترتدي فيها التمائم الملابس الرياضية "شورت وفانلة" أو تصمم بشكل مناسب للحدث. اختفاء سيد قشطة: حظنا الغريب مع منظمي البطولات في مصر وصل إلى كأس العالم 2009 تحت 20 سنة والذي أقيم حفل إجراء قرعة مبارياته في معبد الأقصر وسط أجواء رائعة زاد عليها روعة وجود الفنان عمر خيرت وفرقته الموسيقية لإحياء الحفل، ولكن إعلان مصر عن تميمة البطولة ربما أثار الاستغراب بعد أن كشف النقاب عن التميمة وهي عبارة عن حيوان فرس النهر المعروف شعبيا ب"سيد قشطة" يرتدي قميصا يشبه العباءة بألوان علم مصر ويرتدي أيضا تاج الملك مينا. المظهر العام لتلك التميمة كان مضحكا وغير مناسب للحدث العالمي خاصة وأن حيوان فرس النهر معروف بحجمه الضخم وبطء الحركة والكسل وهو ما لا يتناسب مع بطولة رياضية من الأصل غير إن مبرر المنظمين وقتها أن هذا الحيوان ارتبط بمصر القديمة، لكن في نفس الوقت هناك حيوانات ورموز أخرى مرتبطة بمصر القديمة كالصقور والنسور والقطط وغيرها مما ذكر من قبل بل إن قناع توت عنخ أمون ورأس نفرتيتي وغيرها من الرموز الفرعونية هي الأكثر شهرة في العالم. عدم الإعجاب بتميمة بطولة كأس العالم للشباب 2009 دفع المنظمون لإخفائها عن الجميع بل ربما لم تظهر إلا في حفل إجراء القرعة تقريبا وتوارت بعدها عن الأنظار لصالح الملصق الدعائي الرسمي للبطولة الذي تضمن رأس أبو الهول وأمامه كرة قدم وربما تلاحظ إلى الآن هذا الملصق في بعض الملاعب التي استضافت البطولة ولم تطور من يومها، حتى إن موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يخلو من أي صورة لتميمة فرس النهر رغم وجود أكثر من ألف صورة عن البطولة على الموقع.