أصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يضع نفسه بين قائمة الرؤساء الأكثر كراهية لدى العرب بعد قراره المنتظر تنفيذه لدى الاحتلال الإسرائيلي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. تشارك ابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب مع زوجها جاريد كوشنر وكلاهما مستشاران للرئيس إلى جانب مئات الشخصيات من البلدين في مراسم السفارة الأمريكية في القدس والتي تأتي على خلفية قلق عميق حول استقرار الوضع الإقليمي فعلى بعد عشرات الكيلومترات من المتوقع أن يشارك آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر في مسيرة إلى الحدود مع إسرائيل، مع وقت احتمالات اقتحام السياج الأمني. وأعلن جيش الاحتلال وضع قواته في حالة تأهب قصوى، وقال إنه سيضاعف عددها حول قطاع غزة وفي الضفة الغربيةالمحتلة، كما ستتم تعبئة نحو ألف شرطي إسرائيلي في القدس وألقت طائرات إسرائيلية منشورات على قطاع غزة تهدد الفلسطينيين من الاقتراب من السياج الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل. وتم نقل السفارة الأمريكية اليوم تزامنا مع الذكرى السبعين لإعلان قيام إسرائيل، ويتزامن قبل يوم من الذكرى السبعين للنكبة، عندما نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. وأتت المبادرة الأمريكية الأحادية الجانب لتثير غضب الفلسطينيين إذ تشكل تكريسا للموقف المنحاز بشكل واضح للجانب الإسرائيلي والذي يتبناه ترامب منذ توليه منصبه في 2017، وتجاهلا لمطالبهم حول القدس. واحتلت إسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967 ثم أعلنت العام 1980 القدس برمتها "عاصمة أبدية" في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، ويرغب الفلسطينيون في جعل القدسالشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة. ولا تزال الأسرة الدولية تعتبر القدسالشرقية أرضا محتلة وأنه من غير المفترض إقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين. ونددت 128 دولة من أصل 193 في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار الأمريكي ومن بينها دول حليفة للولايات المتحدة على غرار فرنسا وبريطانيا. وتشهد غزة منذ 30 مارس مسيرات العودة التي يشارك فيها آلاف الفلسطينيين الذين يتجمعون على الحدود والتي شهدت استشهاد 54 فلسطينيا بأيدي جيش الاحتلال وتهدف "مسيرة العودة" أيضا إلى التنديد بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات. ولم يحدث القرار الأمريكي بنقل السفارة حتى الآن الأثر الذي كان ترجوه إسرائيل إذ لم تعلن سوى دولتين هما غواتيمالا وباراغواي أنهما ستقومان بالأمر نفسه. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل