سخرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من تصريحات الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" التى قال فيها إنه لم يكن يعنى ما قاله بخصوص "الخط الأحمر" ، بشأن الأزمة السورية. وأشارت الصحيفة بسخرية فى مقال للكاتب "ريتشارد كوهين" إلى أن "أوباما" أخطأ فى التعبير، واعتبر أنه اختلط عليه الأمر بين الخط الأحمر والخط الأخضر تماما كما فى محطة المترو حيث يشير هذان الخطان إلى اتجاهى النزول من عربة المترو والصعود إليها، مؤكدا أن "أوباما" كان يقصد الخط الأخضر. ووشدد الكاتب على أن استخدام الأسلحة الكيميائية أمر محرم في جميع أنحاء العالم واستخدامها منطقة محظورة لا تقبل التقسيم والتلوين بين الخطوط الحمراء والخضراء . وطالب الكاتب الرئيس "أوباما" بالكف عن الحديث عن الخطوط الحمراء إذا كان لا يرغب في التعامل مع الأزمة السورية والتوقف عن ترديد التحذيرات من تحول سوريا إلى عراق ثانية لأن هذا لن يحدث. وقال إن إدارة "أوباما" لا تريد تسليح جماعات المعارضة المعتدلة ولا تريد استخدام سلاحها الجوي كما حدث في ليبيا وكما فعلت فرنسا في مالي للحد من سيطرة الجماعات الإسلامية. في المقابل، تركت واشنطن مهمة الغارات الجوية لإسرائيل وأعطتها الحصانة الكاملة، متعجبا من إصرار وزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون" على عدم التدخل بحجة أن سوريا لن تنجو، واستنكر الكاتب تجاهل وحشية النظام السوري ضد المدنيين مقابل التركيز فقط على قضية استخدام الكيماوي. واعتبر الكاتب أن أوباما تجاهل الكثير من الخطوط الحمراء برباطة جأش مثير للإعجاب ، فقد تسامح في قصف المناطق السكنية وذبح المدنيين واستخدام سلاح الطيران في القصف والتدمير، والصواريخ التي وجهت صوب التجمعات السكانية، وكذلك الاعتداءات على المراسلين والمذابح المستمرة بحق الأطفال والنساء. كان آخرها مقتل 77 شخصا في قرية البيضا السورية. وحذر الكاتب من خروج الموقف في سوريا عن السيطرة في حال عدم التدخل العسكري، مؤكدا أن الوضع يزداد تعقيدا كل يوم. وقال إن السوريين يعانون والنتائج المترتبة على عدم التحرك لحل الأزمة نتائج كارثية، والبيت الأبيض يتعامل بدم بارد مع الأزمة بينما أوباما خرج في النهاية ليقول إنه لم يقصد ما قاله عن الخط الأحمر.