رغم محاولاته المستمرة إنكار وإخفاء انتمائه السياسى، إلا أن الدكتور محمد مرسى «صاحب سوبر ماركت النهضة» رئيس «أهلى وعشيرتى»، وفى رواية آخرى «أنا رئيس مصر والمصريين»، استطاع أن يثبت للجميع –العدو قبل الصديق والشاطر قبل الصباحى- أن النهضة التى تحدث عنها فى مؤتمراته الانتخابية ليست نهضة سياسية واقتصادية –لا سمح الله– لكنها تمتد وتنتشر وتتشعب وتتوغل لما لا يمكن أن يرى بالعين المجردة، فرئيس «الاتحادية» استطاع –وله ثواب المعرفة– أن يكشف لنا الخلفية الأيديولوجية ل«نيوتين» المصرى اليوم، الذى صال وجال طوال الشهور الطويلة الماضية متنقلا بين الليبرالية والاشتراكية والشيوعية – فى بعض الأحيان، ومرتديا عمامة الصوفية وجلباب السلفية وعقلية «الإخوانجية» فى أحيان أخرى، واتضح -ولمرسى الفضل- أن العالم الجهبذ والكاتب الغامض «ناصرى حتى النخاع» والعهدة على «خطبة عيد العمال». ولأن «البينة على من ادعى» ونحن لا ندعى لكننا نؤكد على «ناصرية نيوتن» فالقراءة المتأنية لمقاله المنشور صباح الخميس الماضى فى الزميلة «المصرى اليوم» تحت عنوان «لو كنت عبد الناصر» ستؤكد لك عزيزى القارئ ما نحاول أن نؤكده لك هنا فى «الرأى وملعون أبو الرأى الآخر». زميلنا «نيوتن» كتب معلقا على خطاب الرئيس «مرسى» فى احتفالات «عيد العمال» قائلًا: هل أخذ أحد كلمات الرئيس مرسى حول الرئيس الراحل عبد الناصر بجدية. هل استشعرت الأحزاب والمجموعات الناصرية قلقا لأنه يدخل أرضها السياسية؟ لا أعتقد، كلام خطابات فى مناسبات، مضطرون رغم ذلك أن نتعامل معه بجدية، كلام صدر رسميا عن رئيس خطابه كان مكتوبا لا مرتجلا، المعنى الذى صدر عنه يقصده. بعد حملة «التشكيك العلنية» فى مدى جدية «مرسى» ودرجة تصديق «إكمال ما لم يكمله ناصر» دخل «نيوتن» فى الموضوع دون مواربة، وأطلق نيرانه الثقيلة –دون إنذار مسبق– على الرئيس الشرعى المدنى المنتخب حيث قال: قال مرسى إنه سيكمل ما بدأ عبد الناصر، أى لم يكمل عبد الناصر ما بدأ، ركز مرسى على ثلاث نقاط: تأسيس صناعة مصرية وطنية. لن يتشرد عامل فى عهده. لن يبيع القطاع العام. شعارات شعبوية، زمن الشعبوية القديمة انتهى.