أثارت الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على سوريا حالة من الترقب والتوتر فى الأوساط الدولية، وتحديدًا أنها قوبلت باعتراضات وتنديدات عربية وإقليمية وتهديدات بضربات انتقامية من قبل الحكومة السورية، ربما للمرة الأولى منذ شن إسرائيل غارات فى العمق السورى حيث تعد هذه المرة هى الثالثة. وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن تلك العمليات العسكرية والتهديدات المقابلة لها من المرجح أن تعجل عملية صنع القرار من الإدارة الأمريكية التي كانت تتجه بالفعل نحو تصعيد حاد قد يؤدى إلى تدخل عسكري أمريكي في الأزمة السورية. وأوضحت الصحيفة أنه رغم هذا التصعيد ، إلا أن إرسال قوات برية أمر غير محتمل، حسب ما أفاد مسئولون رفيعو المستوى في إدارة أوباما. وأشار المسئولون إلى أن قرارا سوف يأتي في غضون أسابيع بشأن الخيارات بدء من توريد الأسلحة للمتمردين السوريين إلى استخدام الطائرات والصواريخ الأمريكية لتدمير القدرات العسكرية الجوية لبشار الأسد. ورأت الصحيفة أن الغارات الإسرائيلية على ما يبدو أنها جاءت على هوى أوباما الذي ظل يحذر من "الخط الأحمر" على مدار الأسابيع القليلة الماضية وهذا ما اتضح خلال تصريحات الرئيس الأمريكي عن أن إسرائيل لديها مبرراتها في فعل ما يتطلبه الأمر لمنع وصول الأسلحة إلى حزب الله. وقال أوباما الأحد في تصريحات لجريدة "تيليموندو" الأسبانية : "نحن ننسق الوضع جيدا مع إسرائيل، فهي قريبة جدا من سوريا وقريبة جدا من لبنان". وأشارت الصحيفة إلى أنه على مدار الأزمة السورية الممتدة منذ عامين، عبرت واشنطن مرارا عن اعتقادها بأن سوريا غارقة بالفعل في الأسلحة وأن إرسال المزيد لن يرجح كفة الميزان لصالح الثوار. وقالت إنه على الرغم من اعتراضات المعسكر المناهض للتدخل العسكري في سوريا وتورط الولاياتالمتحدة في حرب جديدة، بدأ هذا المعسكر الآن يرى أن التصعيد العسكري أمرا لا مفر منه. وهذا ما بدا من خلال تصريحات النائب بيتر كينج، الذي قال "إن كان لابد لنا أن نسلح المعارضة، فعلينا التأكد من أن تلك الأسلحة لن تقع في أيدي المنتمون للقاعدة". وأوضح السيناتور جون ماكين إن الغارات الإسرائيلية الأخيرة تقوض حجة الجيش الأمريكي، أن الدفاعات الجوية السورية تشكل عائقا هائلا لفرض منطقة حظر جوي فوق المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سوريا. وفي سياق متصل، سيتجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هذا الأسبوع إلى موسكو لمناشدة الرئيس فلاديمير بوتين لوقف دعنه لنظام الأسد والانضمام إلى الجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة الكيميائية ووقف سفك الدماء السورية. وبهذا الشأن، أعرب كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية عن تفاؤلهم من نجاح تلك الجهود.