وصلت ملالا يوسف زاي (20 عاما) الحائزة على جائزة نوبل للسلام اليوم السبت إلى وادي سوات، في أول زيارة تقوم بها لمسقط رأسها في شمال غرب باكستان، بعد مرور خمس سنوات على محاولة اغتيالها من قبل عناصر تابعين لحركة "طالبان" عام 2012. وأصيبت ملالا آنذاك برصاص في رأسها أطلقه عليها عناصر من حركة "طالبان" في مينغورا كبرى مدن سوات، حيث كانت ترتاد المدرسة، ما استدعى نقلها إلى بريطانيا حيث تقيم منذ ذلك الحين. وتعتبر هذه أول زيارة للشابة البالغة من العمر الآن عشرين عاما إلى باكستان، منذ ذلك الاعتداء وسط تدابير أمنية مشددة. ووصلت ملالا برفقة عائلتها صباح السبت إلى مينغورا قادمة من العاصمة إسلام أباد في مروحية عسكرية، وكان في استقبالها أقرباء لها، ثم توجهت إلى مدرسة غولي باق للفتيان على مسافة 15 كلم من المدينة. وبدت ملالا في غاية السعادة ومن المقرر أن تلتقي تلاميذ المدرسة قبل أن تعود إلى إسلام أباد، وكانت تقيم مع عائلتها في مينغورا قبل مهاجتمها في9 أكتوبر 2012. وصعد عناصر من حركة "طالبان" الباكستانية إلى الحافلة المدرسية التي كانت تعيدها إلى منزلها بعد انتهاء الدروس، فسأل أحدهم "من هي ملالا؟" قبل أن يطلق عليها رصاصة في رأسها. وأصيبت على إثرها بجروح بالغة، ونقلت بشكل طارئ إلى مستشفى في مدينة برمنغهام البريطانية، حيث استعادت الوعي أياما بعدها، ولم ترجع إلى باكستان منذ ذلك الحين. وباتت الناشطة الشابة واحدة من أبرز وجوه النضال ضد التطرف والكفاح من أجل حق النساء في التعليم بالعالم، ما تمخض عنه نيلها جائزة نوبل للسلام في 2014، بالاشتراك مع الهندي كايلاش ساتيارثي. وبعد أن أقامت مع عائلتها في برمنغهام وسط إنجلترا، تدرس ملالا اليوم الاقتصاد والفلسفة والعلوم السياسية في جامعة أكسفورد. فيما تبقى موضع جدل في بلدها، حيث يعتبرها البعض "عميلة للخارج" ويتم التلاعب بها أو تتلقى أموالا من أجل إلحاق الضرر بباكستان.