تقدم الاقتصادى المصرى الأول، محمد طلعت حرب باشا، بفكرة إنشاء بنك صاحب رسالة قومية إلى المؤتمر المصرى الأول الذى عقد لبحث المشكلات الاقتصادية للبلاد، وضم أعيان وكبار رجال الدولة، الذين وصل عددهم إلى 126شخصًا. وقد وافق المؤتمر بالإجماع على وجوب إنشاء بنك مصرى، وكانت ثورة 1919 الطلقة الأولى فى ضرورة إنشاء البنك حتى يتحقق استقلال الوطن الاقتصادى. وتقوم فكرة طلعت باشا حرب على الاكتتاب لإنشاء البنك بمبلغ ثمانين ألف جنيه، ووصل عدد المساهمين إلى 20 ألف مساهم، وثمن السهم 4 جنيهات فقط. وضمت الهيئة التأسيسية للبنك ثمانية من الأعيان هم "يوسف أصلان، وطلعت حرب، وعبدالعظيم المصرى، وفؤاد سلطان، عبدالحميد السيوفى، وإسكندر مسيحة، وعباس بسيونى، وأحمد يكن" وهم يمثلون الأديان الثلاثة من المصريين. ونشرت الوقائع المصرية وهى الجريدة الرسمية الدولية مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تسمى "بنك مصر" فى يوم الجمعة 7 مايو 1920، واحتفل بتأسيس بنك مصر برأسمال مصرى وإدارة مصرية وكوادر بشرية مصرية ولغة تعامل عربية إيماناً من طلعت حرب باشا بأهمية الكيان الاقتصادى الذى أسسه فى القيام بدور البنك الذى تدور فى فلكه شركات مستقلة تصل إلى 26 شركة. عندما تعرض البنك لأزمة فى عام 1938 طلب طلعت حزب من وزير المالية حسين سرى باشا إصدار بيان لضمان ودائع الناس لدى البنك، فقال له حسين سرى: "أوافق بشرط أن تترك أنت البنك: فقال طلعت حرب فى رده عليه: "ما دام فى تركى حياة للبنك فلأذهب أنا ويعيش البنك، واستقال طلعت حرب".