يحكى شيخ الصحفيين، حافظ محمود، فى كتابه "القاهرة بين جيلين" ذكرياته عن شم النسيم، فيقول: "كنت أحضر الاحتفال الذى تقيمه السيدة روز اليوسف يوم شم النسيم فى حديقة منزلها بضاحية المطرية، ويضم الاحتفال زوجها وابنها ومجموعة من الأصدقاء، وكانت توقظنى فى شروق يوم شم النسيم لتذكرنى أن هذا اليوم هو يوم تجمع الأسرة فى دارها. وكان يحضر الاحتفال أنماط مختلفة من الناس، وتشمل الدعوة الإفطار والغداء والعشاء. رأيت لأول مرة على غير خشبة المسرح الممثل الجليل جورج أبيض واستمعت إلى الكثير من ذكرياته، وغنى فى السهرة الرسام رخا أغنية لأم كلثوم. وكان هناك منافس لروز اليوسف فى الاحتفال بشم النسيم، الصحفى مصطفى القشاشى، صاحب جريدة الصباح، وكانت الدعوة فى حديقته بالقناطر الخيرية تبدأ فى الصباح برحلة نيلية على ظهر باخرة من شط روض الفرج إلى فيلا القشاشى بالقناطر، وعلى ظهر الباخرة تعزف الموسيقى، وبعد الغداء يغنى صالح عبد الحى أغنية "ياساهى الجفون ما كفاك الهجر ياساهى، فرحان بتلعب وعن حال الشجى ساهى"، وكانت الأغنية مناسبة جدًا لما كان يدور يومئذ فى حديقة القشاشى. فقد كان هناك فنانون وفنانات يمثلون بعض الأدوار الغرامية التى كانوا مزمعين تقديمها على شاشة السينما، وكانت عدسات السينما هناك تلتقط بعض المناظر كما التقطت من قبل مشهد "ياوردة الحب الصافى" الذى كان يمثله عبد الوهاب فى فيلم "الوردة البيضا".