شهدت جامعة أسيوط مناقشة رسالة الدكتوراه للطبيبة مي مصطفى محمد كمال المدرس المساعد بوحدة أمراض الدم الإكلينيكية بقسم أمراض الباطنة بكلية الطب بالجامعة، والتي جاءت بعنوان "تحديد كميات كرات الدم البدائية في وقت التدبر كمؤشر نذير لزرع الخلايا الجذعية المكونة للدم في فقر الدم اللاتنسجي الشديد". وأوضحت الباحثة خلال الرسالة أن مرض فقر الدم اللاتنسجي الشديد تقل خلاله الكريات الشاملة بالدم وينقص تناسج النخاع العظمي ويحدث ذلك بنسبة 2.34 لكل مليون نسمة وينتج عنه معدل وفيات أكثر من 40% في عامين ، ومع ذلك يعد زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم من أفضل العلاجات المتوفرة كما أنه يمثل معيار الرعاية بالنسبة لمرضى فقر الدم اللاتنسجي الشديد من الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة في مصر والذين يتطابق لديهم أخ متبرع ، لذا ظهرت الحاجة إلى مؤشرات حيوية أفضل للتنبؤ بدقة وسرعة العلاج إلى جانب تقليل معدلات الفشل. واستهدفت الدراسة في ذلك الإجابة على إمكانية استخدام مؤشرات جديدة للتنبؤ بنتائج زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم لمرضى فقر الدم اللاتنسجي الشديد مثل كرات الدم البدائية ومقارنتها مع المؤشرات الحيوية الأخري مثل مستوى الفيريتين قبل الزرع وعدد الخلايا 34 CD+ التي يتم حقنها للمرضى، إلى جانب دراسة تأثير الأدوية المختلفة للوقاية من طرد النخاع من جسم المريض. كما أشارت الطبيبة مي مصطفى أن الدراسة أجريت على 21 مريضًا ممن تلقوا زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم في وحدة زرع النخاع بمستشفى معهد ناصر للعلاج والبحوث خلال الفترة الزمنية من ديسمبر 2013 إلى يناير 2017، كما تمّ عمل نضح من النخاع العظمى للمرضى وقت التدبر وكذلك إجراء فحص تدفق خلوي. وعن أبرز النتائج فقد أظهرت الدراسة أن أفضل قيم لكرات الدم البدائية بلغت 0.37 %، كما أنها كانت أعلي حساسية وخصوصية في التنبؤ بالنتيجة بين المؤشرات، حيث حصل المرضى ذات كرات الدم البدائية العالية على كرات دم بيضاء وصفائح أعلي وقت التدبر بالإضافة إلى وفيات أقل وتأثير أكبر في نسبة البقاء على قيد الحياة، وذلك دون التأثير على نسبة العدوى أو الطرد للنخاع بالمقارنة مع مستوى 34 CD+ التي أدت إلى زيادة في كرات الدم البيضاء والصفائح دون التأثير على نسبة الوفيات. كما أوصت الدراسة بضرورة توسيع المجال لزرع الخلايا الجذعية بأنواعها لعلاج فشل النخاع اللاتنسجي الشديد، وكذلك إجراء المزيد من الدراسات على أعداد أكبر من مرضى فشل النخاع اللاتنسجي الشديد ومرضى أورام الدم لاستخدام كرات الدم البدائية كمؤشر لنتائج لزرع الخلايا الجذعية. ومن الجدير بالذكر أنه في نهاية المناقشة قررت اللجنة منح الطبيبة درجة الدكتوراه، والتي كانت تضم في تشكيلها كلٍ من الدكتور عصام عبد المنعم البيه والدكتورة يسرية عبد الرحمن أحمد أساتذة أمراض الباطنة وأمراض الدم الإكلينيكية بكلية الطب بالجامعة، والدكتورة دعاء محمد سيد أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية بمعهد جنوب مصر للأورام بالجامعة، وكذلك الدكتور محمد عبد المعطي أستاذ الأورام وأمراض الدم بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، كما ضمت لجنة الإشراف كلًا من: الدكتور رفعت فتحي عبد العال أستاذ مساعد الأمراض الباطنة بكلية الطب بالجامعة، والدكتور رأفت عبد الفتاح استشاري الأورام بالمعهد القومي للأورام بكلية الطب جامعة القاهرة، وكذلك الدكتور جارسلوا ماسيجيسكي أستاذ ورئيس قسم أمراض الدم والأورام بجامعة كاس وسترن ريسلرف كليفلاند كلينك – أوهايو بأمريكا.