سنة راحت .. سنة جاية، أحداث مرت .. أحداث جاية، ناس حلوة موجودة .. وناس جاية أحلى وأحلى، سنة تمت بمالها وبما عليها من أمنيات ومواقف، نحن الآن نترقب عاما جديدا ولكن قبل أن نفكر في العام الجديد يجب علينا أن ننظر للأعوام المنقضية، ونتعلم من أخطاء الماضي ونغير من سلوكياتنا السلبية وتحولها إلي سلوكيات إيجابية، علينا أن نصلح أنفسنا ونبدأ عاما جديد يختلف عما سبق. لابد أن نقف مع أنفسنا وقفة جادة في بداية غد مشرق ننتظره ونقوم بمراجعة لكل ما تم في الماضي من أحداث ومواقف وكنا نحن أبطالها ونسأل أنفسنا هل مرت علينا ونشاهدها فقط أم كنا نقول ماذا يحدث أم كان لنا تفاعل دائم ومساهمات في صنع الأحداث لجميع نواحي الحياة المختلفة. ليس عيبا أن نصارح أنفسنا أننا أخطأنا في بعض الأحيان والأوقات ولكن العيب هو أن نكرر نفس الخطأ مرة أخري ... لنتذكر قول الله تعالي { يا آيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد } [الحشر 18]، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة : أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظر ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم ميعادكم وعرضكم على ربكم. علينا أن نجتهد لتغيير سلوكياتنا السلبية للوصول إلي السلوكيات الإيجابية لكى نكون المثل والقدوة الحسنة دائماً للآخرين، هناك بعض الأمور يجب علينا أن نحاول ونجتهد للتغيير الحقيقي لسلوكياتنا، فمثلا لابد أن نغير من لغة الحوار والتعبير عن الرأي ونفكر جيدا قبل التصرف والرد، الحفاظ على احترام القواعد العامة والقوانين والعادات والتقاليد ولا تحاول أن تشوه الصورة الجميلة بل حاول أن تضيف للصورة بصمة إيجابية دائماً. الأيام السابقة مضت والأيام القادمة لا يعلمها غير الله وحده عز وجل، لنتصالح مع أنفسنا أولا حتى نستطيع التصالح مع الآخرين، فالكل إنسان منا في المجتمع دستور اسمه كتاب الله به كل القواعد والقوانين المنظمة لحياتنا، فلو التزمنا به واجتهدنا في الاستمرار والحفاظ على هذا الالتزام ستعود لنا الريادة كاملة ونتحول مرة أخري لمجتمع مصدر للسلوكيات الإيجابية وكل ماهو نافع لجميع المجتمعات. ودع ماسبق من حياة وتعلم منها جيدا، واستقبل حياة جديدة بكل خبرة وأمل وتفاؤل لغد مشرق