فى مجلة الكواكب عام 1981، أجرى الصحفى الراحل محمد الدسوقى حوارا مع الإذاعى وجدى الحكيم كشف فيه أسرار قصيدة نزار قبانى "رسالة إلى الزعيم" التى غنتها أم كلثوم للإذاعة ورفضت أن يسمعها أحد، قال فيه: "أعرف أن هناك قصيدة كتبها نزار لأم كلثوم كمرثية للزعيم جمال عبدالناصر، لحنها رياض السنباطى وسجلتها أم كلثوم لكنها لم تر النور، وعلمت ذلك من كتاب صدر فى بيروت جمع جميع القصائد التى غنتها أم كلثوم وبينهم قصيدة "رسالة إلى الزعيم"، وبحثت عن الأغنية ولم أجدها سوى فى مكتبة موسيقية غنائية لدى الإذاعى وجدى الحكيم وقد أسمعنى الأغنية لكن لم يسمح لى بتسجيلها. قال وجدى: إن الأغنية فيها صدق نزار وشموخ ووطنية أم كلثوم وفن رياض السنباطى ولكن صادفها سوء الحظ بالرغم من أن كاتبها أثبت بهذه القصيدة أنه يحب عبدالناصر بصدق وأم كلثوم تزرف الدمع على الزعيم، خاصة وإنها علمت بالخبر وهى فى موسكو وقطعت رحلتها وحضرت إلى مصر وقمت بصفتى مسئول عن التسجيلات القومية بصوت العرب بترتيب كل شىء، وفعلا أنجزنا التسجيل فى يوم واحد، كان اللحن حزين، وصعقت أن أم كلثوم العملاقة الجبارة تبكى كما يبكى الطفل وحين تبدأ بالقول (زعيمنا، حبيبنا، قائدنا) ترتجف وتجهش فى البكاء. وبعد هذا العمل الشاق وفى الصباح أبلغتنى أم كلثوم بقولها: "اليوم رئيس جديد لمصر حلف اليمين، وهذا الرئيس سيتولى قرار الحرب، فلابد أن نكون كلنا معاه ووراءه، ومن غير اللائق، بعد أن حلف اليمين أن نغنى لسلفه حتى لو كان عبدالناصر، فأرجوك وأمانة برقبتك تحاسب عليها ألا تخرج هذه الأغنية وألا يسمعها أحد أبدا". ووافق رئيس الإذاعة محمد أمين حماد على ذلك بناء على رغبتها.