«البرلمان العربي»: الصمت عن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي زاد توغله تتعامل أجهزة الشرطة في بعض دول العالم مع مواطنيها بعنف لكن اللافت أن دولة الاحتلال التي تدعي التعامل بديمقراطية مع المواطنين هي على رأس الدول التي تنكل بالمواطنين حال اختلفوا معها، ويرصد التقرير التالي أبرز الوقائع في هذا الصدد. مجندة ترهب المتظاهرين وكان آخر تلك الوقائع هو تصدي مجندة إسرائيلية بمفردها لمجموعة من الحريديم ومحاولة ترهيبهم بحركات "الكاراتيه" لمجرد خروجهم في تظاهرات تعبر عن وجهة نظرهم في التجنيد الإلزامي في إسرائيل. وحاول المشاركون في مسيرة لليهود المتشددين في القدس احتجاجا على التجنيد الإلزامي، التصدي لجندية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تدعى، ناعومي جولان، لكنهم تلقوا ردا قاسيا غير متوقع، عبر الترهيب بحركات الكاراتية ما جعلهم يبصقون في وجهها ويصفونها بالعاهرة. والتجنيد إلزامي على الإسرائيليين اليهود عند بلوغهم 18 عاما، بحيث يخدم الرجال لعامين و8 أشهر والنساء لعامين، لكن المتدينين المتشددين مستثنون من هذا لضمان استمرار دراسة الديانة اليهودية. سحل مواطنين وكانت مقاطع فيديو نشرتها وكالة "روسيا اليوم" تظهر سحل وقمع متظاهرين يهود، بعد اعتراضهم على التجنيد الإجبارى بالجيش. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن متظاهرين من اليهود المتدينين كانوا يحتجون على اعتقال متهرب من التجنيد من جماعتهم اشتبكوا مع الشرطة في القدس وتم اعتقال ثمانية منهم. رش بمدافع المياه واستخدمت الشرطة مدافع المياه وفرق الخيالة لتفريق المحتجين الذين تحولوا إلى العنف لفترة وجيزة قرب مكتب تجنيد تابع للجيش على طرف أحد الأحياء التي يقطنها يهود متدينون في القدس. وعلى الرغم من أن طلبة المعاهد الدينية يحصلون على إعفاء من الخدمة العسكرية على أسس دينية إلا أن عليهم الحصول على الإعفاء من خلال إجراءات التجنيد، وقالت الشرطة إن الاحتجاج بدأ بعد اعتقال الرجل جراء رفضه الحضور لمكتب التجنيد. إطلاق النار وفي واقعة أخرى أطلق الشرطي الإسرائيلي السلاح على المتظاهرين المتدينين محاولًا تفريقهم بالقوة، بسبب رفضهم التجنيد الإجباري في الجيش. ومنذ نشأتها في 1948 واجهت إسرائيل مسألة تجنيد المتدينين وعاملهم ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء معاملة خاصة، كونهم كانوا ضامنين لاستمرار دراسة تعاليم الديانة اليهودية. ومع مرور الزمن والازدياد الكبير لأعداد السكان اليهود الارثوذكس، أعفي مئات الآلاف منهم تلقائيا من الخدمة العسكرية، بينما استدعي الشبان الآخرون من ذات الفئة العمرية لأدائها. ويشكل اليهود الارثوذكس نحو 10 بالمائة من السكان في إسرائيل ويطبقون الشريعة اليهودية بشكل متشدد في حياتهم اليومية. وتشير عدة توقعات إلى أنه مع استمرار تكاثر السكان من اليهود المتشددين الذين تعتبر نسبة تزايدهم أكبر من نسبة تزايد العلمانيين، فإنهم قد يشكلون ربع السكان في إسرائيل بحلول عام 2050.