الحقيقة مثل الفضيحة مهما حاول أصحابها اخفاءها لابد أن يأتى يوم وتنكشف، ولأننا فى «فيتو» نؤمن بحق القارئ فى معرفة ما يدور خلف الستار، انفردنا فى العدد الأول من «فيتو» بتفاصيل الزيارة السرية لمرشد جماعة الإخوان الدكتور محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر للرئيس السابق فى المركز الطبى العالمى، وهى الزيارة التى جاءت لمعرفة رأى الجماعة حال حصول مبارك على البراءة فى التهم المنسوبة اليه، وفى ذلك اللقاء سأل مبارك المرشد ونائبه:»ماذا لو حصلت على حكم بالبراءة ؟ فجاء الرد سريعا من خيرت الشاطر:» سنعمل على تهيئة الأجواء لتقبل الحكم .. ولكن بشروط». الشروط التى طلبها الشاطر تم الكشف عنها فيما بعد، وتمثلت فى تسليم مبارك جزء كبيرمن ثروته هو وأبنائه وزوجته للاخوان، بالاضافة الى الحصول على مبالغ مالية كبيرة من عدد من دول الخليج المقربة من الرئيس السابق، وهو ما انتهت الجماعة من الاتفاق عليه بعد فتح المزاد على مبارك ، والتوصل الى اتفاقات مع عدد من سفارات دول الخليج فى القاهرة حول المبالغ التى ستدفعها تلك الدول عقب صدور قرار الافراج عن مبارك. وبعد انهاء الجماعة اتفاقاتها مع مبارك ومع أنصاره فى الدول العربية يستعد الاخوان حاليا لتنفيذ الخطوة التالية الخاصة بتهيئة المناخ لقبول المصريين بفكرة اطلاق سراح الرئيس السابق تمهيدا لحصوله على البراءة وبدأ تنفيذ الخطوة من خلال تصريحات مقتضبة أدلى بها نائب المرشد خيرت الشاطر أكد فيها عدم ممانعة الجماعة فى الافراج عن مبارك شريطة اجراء استفتاء شعبى على الحكم. هذه التصريحات تاتي في إطار التفاوض الذي تم خلال الأيام الماضية بين الشاطر ورموز النظام السابق من جهة وبين حسن مالك القيادي الإخواني البارز ووسطاء من دول عربية خليجية من جهة أخرى لسرعة اتمام الصفقة، وكل مايحدث الآن علي الساحة السياسية هو بالونات ضغط من الجماعة لخدمة الصفقة عطفاً عن قياس الجماعة للرآي العام حول إمكانية تطبيقها والتي من المتوقع ان تنتهي خلال أيام لتنهي الخصومة القضائية في ملفات فساد النظام السابق ولكن بعيدا عن دماء الشهداء واهداف الثورة. تصريحات الشاطر تم ترجمتها على أرض الواقع من خلال تحركات بدأتها جماعة الإخوان المسلمين مؤخرا داخل قواعدها في مختلف محافظات الجمهورية لإقناع المواطنين بضرورة الإفراج عن مبارك بدعوى تقدمه فى السن تحت شعار»ارحموا عزيز قوم ذل» تمهيدا لإجراء استفتاء شعبي خلال المرحلة المقبلة على إطلاق سراحه، طبقا لخطة تم وضعها داخل مكتب الإرشاد وتم الاتفاق عليها خلال لقاء المرشد ونائبه بمبارك. وتتركز الخطة على استخدام الشعب الإخوانية في إقناع المواطنين بضرورة إخلاء سبيل مبارك بدعوى تحقيق المصلحة العليا للبلاد ودعم الاقتصاد المصري باسترجاع الاموال المنهوبة ،واكدت المصادر ان بديع طمأن مبارك علي قبول الحكم إذا صدر، لكنه أكد عدم مسئولية الإخوان عن توجهات الشارع ولكنهم سيعملوا على تهيئته لتقبل فكرة إخلاء سبيله. وتشمل الخطة الاستعانة بشيوخ التيار السلفى لإقناع المصلين فى مختلف المساجد التى يسيطرون عليها بأهمية الافراج عن مبارك وتأثير ذلك على مناخ الاستثمار والاستشهاد بما فعله الرسول الكريم بعد فتح مكة وتصالحه مع اهلها رغم ما فعلوه به وبأصحابه. يأتى ذلك فى الوقت الذى ترددت فيه أنباء عن صفقة كبيرة يتم الترتيب لها الآن لإخراج مبارك بمباركة من دول خليجية وفي إطار صفقة أخرى مع دولة الإمارات العربية المتحدة وبعض دول الخليج حيث يتم دفع مبلغ 105 مليارات دولار، كما يتم الإفراج عن الخلية الإخوانية التي تم القبض عليه في الإمارات والتي تضم 11 عضوا من اعضاء التنظيم العالمي للإخوان.