الحياة أغلى ما يمتلكه الإنسان، كثير منا يحارب ويناضل من أجل الاحتفاظ بحياته، أو حياة من يحب، تفكير خارج الصندوق سار في دربه مواطن يُدعى يوسف راضي عبد الملك، البالغ من العمر 26 عاما، قرر أن يبدأ بنفسه في نفع غيره، لأن سعادة الغير هي أسمى وأعظم خاتمة توضع في ميزان حياته الدنيوية وربما الآخرة. قرر يوسف أن يكتب وصيته قبل مماته، وأوصى وهو بكامل وعيه وإرادته، بالتبرع بأعضائه جميعها، ما يصلح منها للاستخدام وعلاج أفراد آخرين. يقول يوسف "اعترض أهلي على الأمر في البداية، لكني أقنعتهم أن حياتي عندما تنتهي لن تنفعني أعضائي بشيء لكنها ستكون كنزا لا يقدر بثمن لعائلة يعاني أحدها مرضا أو خللا بأحد أعضائه، أو سببا في دعاء دائم وبسمة مرتسمة وعين لامعة من السعادة لتعافي مريضها، وهروبه من الموت". وتابع يوسف أنه واجه كثيرا من الاعتراضات خاصة التعقيدات في وزارة الصحة والشهر العقاري الذي أوقف أوراقه نحو 3 شهور بحجج أن الأمر غير مألوف أو عدم صحته دينيا، وما زال يحارب من أجل الحصول على الموافقة النهائية. لم تسعفه المحاولات الأولية في سبيل الحصول على موافقة من حوله، وأبدى يوسف اعتراضه على الموروثات الثقافية المجتمعية التي تمنع الفرد من خدمة الآخر، قائلا "طالما التبرع بالأعضاء مش هيضرني، وبالعكس هيسعد غيري ويحققله أمنيته، ويساعد روح تانية إنها تعيش، يبقى أنا كدة بعد موتي لسة موجود". ووجه يوسف رسالته للجميع، أن التبرع بالأعضاء بعد الممات ما هو إلا عطاء نقي خالص لوجه الله، وأنه يشعر بالسلام الداخلي لأنه وبعد وفاته ستصل أعضاء لن يعد بحاجة لها إلى مستحقيها، مناشدا الجميع أن يفكروا في سعادة غيرهم حينها سيشعرون أنفسهم بالسعادة، وألا يخشوا التجربة لأنها لا تحتمل الخيار، إنما ربح أزلي.