يعانى فلاحو الغربية الأمَّرين من أزمة عدم توافر السولار وانعكاساتها على تكلفة حصاد القمح بالزيادة، فى ظل انهيار إنتاجية الفدان بسبب عدم القدرة على رى القمح فى الوقت المناسب نتيجة عدم توافر السولار اللازم لتشغيل ماكينات الرى. فلاح الغربية هنا يمثل عينة لكل فلاحى مصر لكون المشكلات والهموم مشتركة ولكون الجميع يعانى من ذات المشكلة، فبعد 6 أشهر هى عمر محصول القمح من الزراعة فى نوفمبر الى الحصاد فى أبريل، وجد الفلاح نفسه فى «حيص بيص»، مصاريف باهظة وأسمدة بالسوق السوداء ورى للأرض بسعر مضاعف لنقص السولار وانعكاساته على الأسعار، فضلا عن مبلغ 20 جنيهًا على الأقل تكلفة حش كل قيراط قمح، و50 جنيها لدريس القمح بالجرار والدراسة. جابر المغربى صاحب جرار زراعى بالسنطة قال إنهم على مدى الفترة الماضية وهم يعانون من صعوبات بالغة فى الحصول على السولار وينعكس ذلك على الفلاحين من خلال رفع تكلفة الحرث والرى والحصاد والدرس، كاشفا عن مشكلة أخرى وهى أن السولار يمكن أن يكون له تأثير خطير فى محصول الذرة وذلك بتأخير زراعته. جلال نصار، مهندس زراعى فى الإرشاد الزراعى بالغربية قال إن ارتفاع درجة الحرارة يضع على عاتق الفلاحين أعباء أخرى، منها أنهم يكونون مضطرين لحصاد بعض المحاصيل بسرعة خشية تلفها من قلة المياه، مشيرًا إلى أن محاصيل مثل البطاطس والبسلة تتلف تماما بسبب نقص السولار وعدم القدرة على رى الأرض. فلاحو الغربية لديهم مقترح يستحق الدراسة حتى لا يتكرر مسلسل حرق المحاصيل وحرق دم الفلاحين وهو أن يوفر بنك التنمية والائتمان الزراعى السولار للمزارعين بالتنسيق مع الجمعيات الزراعية، على أن يراعى فى الحصص تفاوت المساحات. رى المحاصيل وباجماع الفلاحين كان أخطر مشكلة ارقت الجميع ومازالت تؤرقهم، فرى الفدان يحتاج صفيحة سولار بسعر مدعم 20 جنيها، اضطر الفلاحون لشرائها ب 80 جنيها من السوق السوداء بسبب أزمة السولار، والنتيجة هو شعور الفلاح بأن القمح كمحصول استراتيجى لم يعد مجديا من الناحية الاقتصادية، بما يعكس فشلًا كبيرًا لحكم الرئيس مرسى الذى يركز على الزراعة والقمح! وعن الأسمدة قال بشير غنيم، رئيس النقابة العامة للفلاحين المصريين، إن أزمتها تفاقمت مع بداية احتكار بعض رجال الأعمال فى قطاع الزراعة وغياب دور الجمعيات الزراعية والبنوك الزراعية وعدم وجود جهات رقابية ذات كفاءة تراقب عملية توزيع الأسمدة على مستحقيها.. وأضاف أن السوق السوداء هى المسيطرة على مستلزمات الإنتاج وخاصة الأسمدة والتى تباع فيه الشيكارة ب 250 جنيها فى بداية موسم الزراعة الصيفى، والمتوقع أن يشهد أزمة أسمدة حادة تزيد العبء على كاهل الفلاحين.. «حل هذه المشكلة يكمن فى إصدار قرار سياسى للقضاء على السوق السوداء التى أدت إلى انصراف الفلاحين عن مهنة الزراعة وخاصة زراعة المحاصيل الاساسية مثل القمح، والتى أصبحت تكاليفها أكبر من بيعها»، هكذا قال بشير غنيم، مطالبا مركز البحوث الزراعية بإنتاج أصناف عالية الجودة وتحتاج لأسمدة أقل. وأكد ضرورة تسليم الفلاحين حصصهم من الأسمدة فى الوقت المناسب وبالأسعار المناسبة مع إعطاء أولوية لصغار الفلاحين، والذين يجب على الدولة توفير كل وسائل الإنتاج لهم..