العلاقة الزوجية.. علاقة لها خصوصيتها وطابعها الخاص، فلا بد أن تقوم على الصراحة والمكاشفة والوضوح بين الطرفين حتى تكون ناجحة.. ولكن إلى أى مدى لا بد أن يتصارح الزوجان.. فهل لا بد أن تكون هذه الصراحة مطلقة وبلا حدود وفى كل صغيرة وكبيرة .. أم أن هناك أمورًا لا تنفع فيها الصراحة .. تعالوا معنا لنتعرف على آراء الأزواج فى المسألة .. وكيف يرونها .. ويعيشونها .. تقول "ندى" متزوجة منذ ثلاث سنوات: الصراحة بين الزوجين هى أساس نجاح الحياة، ولقد اعتدت أنا وزوجى بل وتعاهدنا على الصراحة المطلقة فى كل صغيرة وكبيرة فى الحياة .. والأمر ليس سهلًا .. ومن الممكن أن تكون هناك بعض المشاكل من الصراحة فى بعض الأمور لكنها مجرد قشور .. فالكذب أو إخفاء بعض الأمور بين الزوجين إذا انكشفت مع الزمن تكون المشاكل أصعب. لكن سمر لها رأى آخر .. وتعبر عنه قائلة: تزوجت منذ اربعة أعوام، وكنت غاية فى الصراحة مع زوجى، وكنت أحكى له كل صغيرة وكبيرة تحدث لى فى عملى ومع أهلى ومع أصدقائى .. لكن وجدت أن الصراحة المطلقة ما هى إلا وبال من المشاكل .. فهناك أمور لا يجب أن تقال للزوج .. خاصة فيما يتعلق بعلاقة الزوجة بأهلها .. فلا يجب أن يعلم عن هذه العلاقة كل شىء .. كذلك ما بينى وبين صديقاتى وبعض الأمور الخاصة بالعمل .. خاصة علاقتى بزملائى ورؤسائى .. فهناك أمور قد تحكيها المرأة بحسن نية فيفسرها الرجل تفسيرات معقدة تجلب المشاكل والخصام .. وهنا لا بد أن تتحلى الزوجة بحاسة خاصة تجعلها تميز ما ينفع فيه الصراحة .. وما يجب ألا يقال حتى تسير مركب الحياة بسلام . ويوافق على الرأى السابق خالد متزوج من سبع سنوات .. ويقول: لا ينبغى أن تكون هناك صراحة مطلقة فى أى علاقة فى الحياة .. فلا بد أن يحتفظ كل إنسان ببعض الأمور الصغيرة لنفسه .. وكل شخص هو الذى يحدد هذه الأمور حسب علاقته بمن حوله بشكل عام .. وبزوجته بشكل خاص ... خاصة وأن النساء قد يُثِرْنَ المشاكل بلا أدنى سبب وجيه، لذلك فلا ينبغى أن تعرف الزوجة كل صغيرة وكبيرة عن الزوج .. وأنا علاقتى الزوجية الحمد لله ناجحة، ونعيش فى سعادة لأنى أقدر هذه المسألة جيدًا .. فأنا لا أكذب على زوجتى .. ولا اخفى أمورًا كثيرة .. لكن عندما أتحدث معها فى أمر لا أحكى لها كل التفاصيل ولا كل الأمور . ويؤكد ماجد أن الصراحة هى أقصر الطرق للراحة النفسية، ولكن هناك بعض الأمور التى قد تجعل الحياة الزوجية مرة .. كعلاقة الزوج بزميلاته، فلا ينبغى أن يكون فيها أى صراحة على الإطلاق .. لأن الزوجة تعطى دائما لهذه المسألة أبعادًا أخرى .. ولقد جربت هذا عمليًّا ولم أشعر بارتياح إلا بعد أن اخترعت لزوجتى قصصًا عن اختفاء كل زميلاتى من مكان عملى، ولكن بذكاء وبالتدريج .