لم يتغير الوضع كثيرًا فى سيناء، بعد توقف دام 6 أشهر عاودت بعض العناصر الإجرامية استهداف الشرطة من جديد، جماعات مسلحة تداهم أكمنة الشرطة من حين إلى آخر ثم يلوذون بالفرار، علامات استفهام كثيرة تطرح نفسها حول هوية هؤلاء الملثمين، والغرض من أفعالهم. يرى الناشط السيناوى سعيد أعتيق أن الغرض من عودة استهداف الشرطة هو أن تظل سيناء ملتهبة لخدمة مشروع الخلافة الإسلامية، فبوجود شرطة تطبق الأحكام المدنية لن يتم الاحتكام إلى الشريعة، وأكد أنه إذا عادت الشرطة من جديد فهذا يعنى أن الأنفاق ستغلق، وإذا أغلقت الأنفاق انتهت حماس؛ الجناح المسلح للإخوان فى غزةوسيناء، ويوجه "أعتيق" رسالة إلى الرئيس مرسى قائلًا: "إذا أردت السلام مع إسرائيل فاعلم أن كلمة السر مع أبناء سيناء، وأنه لن يتم ذلك على حساب تهميشهم". أما الشيخ "زايد الهشة"؛ شيخ قبيلة الهشة بسيناء، فيتمنى عودة الشرطة اليوم قبل الغد، وأكد أن من يقوم بمداهمة الشرطة هم عناصر خارجية لا يستبعد أن تكون تابعة ل "حماس"، وبسؤاله عن التنظيمات الجهادية المتواجدة فى سيناء والتى أطلقت مؤخرًا صاروخين من طراز جراد على إيلات، أنكر ذلك تماما قائلًا: "لماذا نضرب إسرائيل بالصواريخ؟"، وتابع: "هناك أياد خارجية تعبث فى أمن مصر كى لا تهدأ أبدًا". وأضاف الشيخ "عارف أبو عكر"؛ شيخ قبيلة العكور: إنه يجب على ضباط الشرطة قبل أن يأتوا إلى سيناء أن يأخذوا "كورس" فى كيفية التعامل مع أهل البادية، واحترام عاداتهم وتقاليدهم الخاصة، فطبيعة البدو تختلف عن طبيعة الحضر، وبخصوص التنظيمات الجهادية التى تزعم أنها موجودة فى سيناء أنكر وجودها تمامًا، مؤكدًا أنه لا يسمع عن هذه التنظيمات إلا من الإعلام، لكنه أقر بأنه قد يتسلل إلى سيناء عبر الأنفاق بعض العناصر الإجرامية، لكنهم ليسوا من أبناء سيناء. وبسؤالنا لأحد ضباط الجيش الموجودين بأحد الأكمنة بمدينة الشيخ زويد عن هذه التنظيمات قال: "منذ وقت قريب خرجت مجموعة من المسلحين بسياراتهم وطافوا المدينة فى طابور طويل تكاد لا ترى نهايته، وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء استعراضًا لقوتهم، وكانوا يكبرون، مما أصاب سكان المنطقة بالفزع"، وبالطبع لم نتصادم بهم؛ لأن مهمة الجيش هنا هى حماية عناصر الشرطة، وليس من دورنا الاشتباك مع أحد كى لا تحدث مجزرة. والسؤال هنا: إذا كان فى سيناء تنظيمات جهادية، فأين هى نتائج العملية "نسر" التى كان يشرف عليها الرئيس مرسى بنفسه؟ وإذا لم يكن هناك هذه التنظيمات فما هوية هؤلاء الملثمين؟ وإلى متى ستظل سيناء فوق صفيح ساخن؟