أكدت ميريكسى ميركادو، المتحدثة باسم منظمة اليونيسيف فى جنيف، اليوم الثلاثاء، أن التعليم فى جمهورية أفريقيا الوسطى هو ضحية أخرى للصراع الدائر فى البلاد. وأضافت أنه وبعد أربعة أشهر من الصراع الذى عطل حياة السكان فى البلد الأفريقى، فإن أكثر من نصف مدارس البلاد ما زالت مغلقة وبما يعرض مستقبل أطفال جمهورية أفريقيا الوسطى للخطر. وفى الوقت الذى ذكرت ميركادو أن هناك فرصة ضئيلة للغاية لأن تتم امتحانات نهاية العام لمدارس الدولة فى يونيو القادم، فقد أكدت أن حوالى 250 ألف طفل على الأقل كانوا قد بدءوا العام الدراسى الحالى 2012 2013، إضافة إلى 30 ألفا آخرين فى المرحلة الثانوية باتوا مهددين بفقدان العام الدراسى بالكامل إن لم تفتح المدارس أبوابها خلال الأسابيع القادمة. ولفتت المتحدثة باسم المنظمة الدولية إلى أنه، ومقارنة بما قبل الأزمة فى أفريقيا الوسطى وبعدها، فإن أكثر من مليون طفل أصبحوا خارج المدارس. وأضافت أنه حتى وقبل الأزمة كان مستوى العملية التعليمية فى أفريقيا الوسطى ضعيفا للغاية حيث لا تتجاوز نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة بين الشابات أكثر من 27.4% وبين الشباب 51.1% ذلك فى حين أن أكثر من 65% من المعلمين هم أولياء أمور أو آباء متطوعون للقيام بهذة الوظيفة وليسوا مؤهلين، مشيرة إلى أن العقبة الأكبر الآن أمام إعادة فتح المدارس فى أفريقيا الوسطى هى فرار معظم المعلمين من المناطق المتضررة من النزاع، وكذلك عمليات النهب للمؤسسات العامة والمدارس، إضافة إلى الوضع الأمنى الذى يمنع التلاميذ والمدرسين من الذهاب إلى مدارسهم. وحثت اليونيسيف أطراف النزاع فى أفريقيا الوسطى على العمل بكل الجهد من أجل ضمان الوصول الآمن للتلاميذ والأطفال والمدرسين إلى المدارس وتوفير الأجواء الأمنية المناسبة لإعادة فتحها. وطالب سليمان دياباتيه، ممثل اليونيسيف فى أفريقيا الوسطى، السلطات هناك بوضع أولويات لحماية والاستثمار فى التعليم فى البلاد والحفاظ على حق الأطفال فى الحصول على التعليم الأساسى، مشيرا إلى أن المدارس لا تحمى الأطفال فقط ولكنها توفر لهم الإحساس بالحياة الطبيعية، وهو ما يساعدهم على التعافى من صدمات العنف والخسارة التى عاشوها بسبب النزاع المسلح فى البلاد.